مسألة مستعجلة
احظروه حتى لا نفقد الأجيال
نجل الدين ادم
حزنت بحق كما حزن كل صاحب ضمير حي على مقتل الطالب بكلية شرق النيل الجامعية الخاصة “محمد عوض الزين” (23) عاماً، من التيار الإسلامي بطعنة مجهولة وغادرة داخل فناء الكلية.
مؤسف حقاً أن تحدث هذه الجريمة وسط جيل الغد والمستقبل الواعد وهم طلاب الجامعات، فقد سرى في أخبار الأمس أن من قتلوه هم طلاب الجبهة الثورية، بغض النظر عن هوية الجاني أو الجهة التي ينتمي إليها فإن الجريمة مدانة بأقوى العبارات لأن ذلك يدل على أن سلوك الغاب غزا ساحات الجامعات وطغت ديمقراطية القتل والضرب.
هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ما لم تضع الجهات ذات الصلة حداً لهذه الفوضى، فالمسؤولية مشتركة بدءاً من وزارة التعليم العالي مروراً بالأحزاب السياسية وانتهاءً بأجهزة تطبيق العدالة.
تعجبت تماماً من تداول اسم الجبهة الثورية وحركات دارفور في بيانات الاتهام، لأنه وفقاً للقانون فإنه يحظر النشاط السياسي على أي حزب أو تكتل مسلح أو متمرد، فكيف لمجموعة طلاب يطلقون على أنفسهم جبهة ثورية ويمارسون نشاط المعارضة المسلحة داخل أسوار الجامعات وبحماية الحرس الجامعي تحت واجهات وهمية؟، أمر مؤسف أن تغيب أجهزة تطبيق القانون في تقصي حقيقة هوية من يشاع أنهم متمردون حتى لا تحل الفوضى والدمار والقتل، المسؤولية تبدأ من إدارة الجامعة التي تغض الطرف عن الخطأ مروراً بوزارة التعليم التي لا تحاسب الجامعات على مثل هذه التجاوزات، وتنتهي بالأحزاب التي تعترف بهذه الكيانات أو التكتلات، وتدخل معها في مناظرات وهي تعلم أن مقارعة الحجة عندها هي سلاح الضرب والقتل.
ما تزال وزارة التعليم العالي حتى يوم أمس صامتة ولم تكلف نفسها عناء بيان في بضعة أسطر تعبر وتوضح وتستنكر فيه الحادثة، والشرطة بعيدة وتترك اتحادات الجامعات لتنقل لنا معلومات متباينة لا يكون لصحافة الخرطوم منها نصيب، إلا أن تجتهد وتبحث لتصيب كبد الحقيقة أو تخفق وهي تنقل النبأ الحزين على صفحاتها.
أرجو أن تكون الأحزاب على قدر المسؤولية وتعطي الرعاية للطلاب الذين يمثلونها في الجامعات ليكون السلوك رشيداً، على المؤتمر الوطني وهو الحزب الأكبر أن يكون قريباً من طلابه الذين يحملون لواءه في الكليات الجامعية حتى لا يكون السلوك الاستفزازي حاضراً، لأن الحريق يبدأ بمستصغر الشرر.
هذه الحادثة فجرت بركان الغضب في الجامعات وشهدت عدد من الجامعات أمس حالة غليان، الأمر خطير ويحتاج لتدخل عاجل غير آجل.
أرجو أن تصدر الدولة قراراً جريئاً بحظر النشاط السياسي داخل الجامعات، لأنه لا فائدة في ممارسة ديمقراطية تكون المحصلة النهائية فيها حصاد الأرواح وقتل الأبرياء.