(ود الشواطين) والطماطم..!!
الأستاذ الشاعر والأديب “سعد الدين إبراهيم” تناول في زاويته أمس قصة صديقه (ود الشواطين) صاحب المقالب، الذي حاول على حسب رواية الأستاذ “سعد الدين” أن يستغل براءة طفلته “وهج” واستفاد من ضحكتها في الترويج لها بأنها تعالج المرضى حالما تضحك، وحكى كيف تلقى اتصالاً من أسرته يكشف ما قام به (ود الشواطين) وزحام المواطنين المرضى الذين بدأت طفلته “وهج” في علاجهم بالضحك.
ما صوره الأستاذ “سعد الدين” في زاويته صورة متكررة يومياً بالسودان، ولا ننسى (الفكي أبو نافورة) في إحدى ضواحي البلاد و(شيخ الكريمت)، وغير ذلك ممن يقال إنهم يعالجون المرضى، إما بالماء أو أية صورة أخرى، وحتى الظاهرة التي برزت خلال الأيام الماضية، وما راج بالصحف عن العلاج بالعض، و(ود الشواطين) صورة ماثلة أمامنا يومياً لحالات المرضى التي يدعي البعض أنهم يستطيعون علاجها.
المثل في السودان يقول (الغرقان بيتعلق بالقشة) والخرافة و(ستات الودع)، وكثير ممن يدعون المشيخة الذين يلجأ إليهم المواطنون بغرض العلاج.. فالسودان بلد يمكن من خلال الدجل والشعوذة أن تكسب ملايين الجنيهات فيه، وحتى المتعلمين يؤمنون بذلك.. وأسلوب الدعاية أحياناً يأتيك بـ(اللمة) بمعنى أن هناك من يروجون لذلك، و(ود الشياطين) كحالة يمكن أن يكسب من عملية الترويج وسط البسطاء الملايين.
في تسعينيات القرن الماضي أو نهاية الثمانينيات راجت في الوسط السوداني شائعة الخروف الذي كتب على جلده اسم الجلالة.. أو في الخضار.. وأذكر في تلك الفترة أن امرأة من سكان الثورة الحارة الثانية اشترت طماطماً، واكتشفت أن واحدة منها على شكل طفل، وتناقل الناس الخبر، ولما كان منزل السيدة التي عثرت على تلك (الطماطمة) بالقرب من محطة المواصلات تدافع المواطنون والطلاب إلى المنزل، وبدأ الناس كل يزيد ويضيف إلى ما شاهده، فتقاطرت جموع المواطنين من الحارات المجاورة كالرابعة والخامسة والسادسة وحتى القادمين من الأسواق كانوا ينزلون في تلك المحطة لمشاهدة الطفل الذي كان في (حبة الطماطم)، وجاء الصحفيون والمصورون والتقطوا صوراً لسكان المنزل ولـ(حبة الطماطم) وأصبحت الحارة عبارة عن سوق كبير نظراً لعدد المواطنين الذين تناقلوا الخبر وأضافوا إليه، فأحياناً يقال إن الطفل بدأ يتكلم، وآخرون يقولون إن الطفل قال لهم: (تعبت من كثرة المواطنين)، وآخرون يقولون إن عينيه كأنهما تقولان شيئاً ما.. وكاد سكان المنزل أن يصدقوا ما تناقله المواطنون وما أضافوا إليه من خيالهم الواسع، إلى أن حسم الأمر ابن صاحبة المنزل الذي جاء ووجد الجمهرة في شارع بيتهم فدخل وجاء بـ(حبة الطماطم) يحملها في يده وضرب بها الأرض وسط ذهول المتجمهرين.. وكان بإمكان هذا الشاب أن يكون مثل (ود الشواطين) ويطلب مبلغاً من المال نظير مشاهدة الطفل المعجزة التي ظهر على (حبة الطماطم)، ولو طلب جنيهاً فقط لكسب مالاً كثيراً، لكن الشاب كان عاقلاً ولا يؤمن بالدجل ولا الخرافة، فأنهى الجمهرة بإنهاء (حبة الطماطم).
{ همسة:
مدرسة الرياض الثورة كانت الأولى بين مدارس البنين وحصل تلميذ منها على المركز الأول بمجموع (279) درجة وآخران على المركز الثاني بمجموع (278) درجة.. فالتهنئة لمدير المدرسة “حمزة الفحل” ولكل المعلمين الذين كان لهم الفضل في إحراز المدرسة لتلك النتيجة المميزة.