حدثان تذرف فيهما دموع الفرح والحزن!!
حدثان فصل بينهما يوم واحد، وارتبطا بدموع الفرح ودموع الحزن، وهما من الأحداث التي ستظل محفورة في ذاكرة كل شخص. الأول كان أمس، وهو إعلان نتيجة شهادة الأساس بولاية الخرطوم، التي تفوق فيها تسعة وستون طالباً وطالبة محتلين المركز الأول بمجموع بلغ (279) درجة، و(110) طلاب في المركز الثاني بمجموع (278) درجة، فامتلأت المنازل بدموع الفرح من أسر المتفوقين وأهلهم، بينما خيم الحزن والبكاء على الراسبين وأسرهم.. وأياً كانت النتيجة فهي بالتأكيد، للذين استشعروا المسؤولية وانتظموا في الدراسة من أول العام، فكانت تلك النتيجة المشرفة التي أدخلت في نفوسهم البهجة والسرور وامتدت تلك الفرحة إلى أولياء الأمور وإلى مديري المدارس والأساتذة والزملاء، وقد شاهدنا كيف تغمر الفرحة أساتذة المدارس المتفوقة، حينما يذاع اسم المدرسة وحصول طالب فيها على المركز الأول أو الثاني.. وكيف تنطلق عبارة (الله أكبر) والزغاريد من المعلمات أو المشرفات وينسين أنفسهن ،في لحظة الفرح تلك ويطلقن الزغاريد فرحاً وابتهاجاً لنجاح تلميذ أو تلميذة، وحصوله على درجة عالية.
نحن نهنئ المدارس المتفوقة والتلاميذ والتلميذات، ولا ننسى أن نسوق باقات من التهاني لأسرة مدرسة الرياض الثورة ، التي جاءت ضمن العشر مدارس الأولى بولاية الخرطوم باحتلالها المركز السابع ،وحصول تلميذ منها على المركز الثاني ،والنجاح الباهر لكل المدرسة، وكان هذا النجاح تحدياً للأستاذ “حمزة الفحل” مدير المدرسة الذي حل بديلاً للأستاذ “أزهري محمد عمر” ، الذي ظل في حالة فرح لأكثر من سبعة عشر عاماً على التوالي .وهي فترة توليه منصب المدير العام، فكانت المدرسة ضمن قائمة التفوق دائماً، فلهم جميعاً إدارة ومعلمين وطلاباً منا التهاني، متمنين أن تظل محافظة على مستواها.
أما الحدث الثاني المفرح المبكي فهو نتيجة انتخابات 2015م، التي سيتم إعلانها ظهر اليوم بقاعة الصداقة، وهذه النتيجة لا تقل في فرحتها عن نتيجة امتحانات شهادة الأساس، فإن كانت نتيجة شهادة الأساس لا تذبح فيها الذبائح إلا أن نتيجة الانتخابات تذبح فيها الجمال والثيران والخراف ابتهاجاً بالنتيجة ،التي تدفع بالفائز إلى قبة البرلمان وإلى رئاسة الجمهورية ليتربع على حكم السودان لمدة خمس سنوات.. وبالتأكيد حسب النتائج الأولية التي ظهرت فقد نال المشير “عمر البشير” أعلى الأصوات في كل ولايات السودان، متفوقاً على منافسيه الخمسة عشر الباقين ليصبح رئيساً للسودان لخمس سنوات، وبالتأكيد هذا فرح لا يدانيه فرح.. أما الآخرون فلم “يذاكروا” من بداية العام وتركوها للظروف، وفي هذه اللحظات لا تنفع دموع الندم، فمن كد وجد.. والفائزون بالدوائر الجغرافية أو النسبية حصدوا نتائج عملهم ، من خلال علاقاتهم الممتدة مع الآخرين وتقديمهم لأعمال الخير، وتفاعلهم مع المجتمع، فكانت هذه النتيجة الباهرة.. للفائزين منا التهنئة، وللراسبين أن يعيدوا الكرة ، المرة القادمة وهم أكثر جدية وتفاعلاً مع المجتمع.