ماذا بعد..؟!
انتهت الانتخابات تقريباً، ولم يعد باقٍ منها إلا إسدال الستار على أعمالها الإجرائية بين الفرز والطعون، والمطلوب إخراج البلاد من حالة الترقب والانتظار التي ارتبطت بها لا سيما أن هذا الوضع قد يستمر إلى حين إعلان الحكومة وما أدراك وذاك، وجدلية من سيشارك ومن سيغادر منصب السلطان الولائي أو المركزي.
الوطن مواجه بتحديات في جوانب عديدة من شواغل السلام للاقتصاد ومعاش الناس إلى تحديات الوفاق والحوار الوطني، التي من المأمول أن تفتح مرحلة ما بعد الانتخابات آفاقاً بشأن تلك الموضوعات إذ تعثر بعضها بسبب تلك العملية الدستورية الموقوتة الآن والمعلنة بعد خمس سنوات، آمل ألا تمر ثم تأتي القوى السياسية وكأنها تسمع بها للمرة الأولى!
تبدو تحديات الحوار الوطني مفتتحاً مناسباً للانتقال به من مرحلة الوضع العالق هذه إلى نقطة الحراك الكامل والفاعل، إذ إن واحدة من أضعف سمات هذا المشروع التسويف والمماطلة وكثرة الرد فيه مما جعله عملاً أقرب للتصور المعنوي والإنشائي والجعجعة التي لا طحين معها، وهو ما يحتاج إلى خطوات إجرائية بشأنه وليس مجرد إطلاق إعلانات الانطلاق ثم لا تحدث انطلاقة.
مفاوضات السلام حول النيل الأزرق ودارفور وجنوب كردفان من المهم التحرك فيها بما ينجز تغييرات في تلك المناطق، خصوصاً جنوب كردفان التي كتب عليها الشقاء والموت، وتصاعدت فيها اعتداءات الحركة الشعبية مما يلزم الحكومة بفعل ما إما عسكرياً أو سياسياً حتى لا تتحول تلك الأزمات إلى سرطانات تصيب مجمل المسير السياسي في مقتل وإماتة.
أوضاع السودانيين المعيشية كذلك بحاجة إلى أعمال سريعة، فالظروف تتصاعد ضغطاً، ولم يعد ظهر الناس يحتمل وأخشى عليه الانكسار فتضيع البلد والسياسيون الذين عليهم الانصراف بعد هذا عن الكلام إلى العمل.