مسألة مستعجلة
بئس المعارضة !!
نجل الدين ادم
آخر ما توصلت إليه قوى المعارضة الموقعة على اتفاق (نداء السودان)، في مؤتمر صحفي أول أمس بدار الحزب الشيوعي ،هو تحويل حملة (ارحل) لمقاطعة الانتخابات إلى حملة (إسقاط النظام) ،عبر ما سمَّته حملة دبلوماسية تستهدف دولاً عربية وأفريقية وأوروبية، لشرح الموقف السياسي بالسودان!، هذا ربما يعني انها تريد تحريض هذه الدول على الحكومة، بعد أن (قنعت) من تحريض المواطنين ، على عدم التصويت وإفشال الانتخابات.
بالتأكيد حملة مقاطعة الانتخابات التي راهنت عليها المعارضة لم تجد أي صدى عند المواطن، والدليل على ذلك إصرار المواطن في الولايات الملتهبة على التصويت رغم الظروف الأمنية، التي تحيط به ورغم تسبب هذه الانتخابات في إزهاق عدد من الأرواح في جبال النوبة، النتائج الأولية للانتخابات أظهرت أن نسبة التصويت في جنوب كردفان كانت عالية، وكذلك بولايات دارفور، باستثناء شمال دارفور، التي قلت فيها نسبة التصويت بصورة ملحوظة.
معلوم أنه في انتخابات 2010 تجاوزت نسبة الاقتراع الـ(60%)، وفي هذه المرة بلغت (42%)، صحيح أنه وبحسب المعادلة الحسابية أن هناك هبوطاً ملحوظاً في نسبة الاقتراع، لكن ليست هذه النسبة دليلاً على نجاح حملة مقاطعة الانتخابات، وعزوف المواطنين عن التصويت، انظروا إلى الأحزاب التي شاركت في تلك الانتخابات، ستجدون أن المعارضة جميعها شاركت في الانتخابات السابقة، وكذلك جميع الولايات الجنوبية العشر وبكثافة، لأن مواطنيها كانوا على موعد مع مستقبل جديد رسمته لهم الحركة الشعبية، بموجب هذه المعادلة فلتكن نسبة الـ(20%) التي تناقصت عن نسبة التصويت في الانتخابات السابقة، هي حجم جماهير المعارضة زائداً الجنوبيين الذين ذهبوا إلى سبيل دولة الوليدة، من هنا يتضح أن حملة المقاطعة لم تؤثر تماماً على المواطن العادي، الذي ظل يذهب إلى صنادق الاقتراع طواعية عند كل انتخابات ويدلي بصوته، لمن يراه مناسباً .
نائبة رئيس حزب الأمة القومي “مريم الصادق المهدي”، قالت في ذات المؤتمر الصحفي، إن حملة (ارحل) التي تبنتها أحزاب المعارضة لمقاطعة الانتخابات، نجحت وأثبتت وعي السودانيين وعبقريتهم، إذن لماذا التوجه إلى الخارج طالما ان الحملة نجحت؟، هذا النجاح كان يمكن أن يكون حقيقة ماثلة إذا أفلحت المعارضة في خفض نسبة التصويت إلى أقل من (40%) . ومعروف أن هذه النسبة لا تقل عن النسبة العالمية المتعارف عليها في الانتخابات حسبما اوضح رئيس المفوضية القومية للانتخابات، عدا ذلك كان خيار المفوضية هو إعادة الانتخابات .
من كل هذه النتائج والمؤشرات يتضح أن المعارضة لم تحقق أي نجاح في أهدافها، كيف لا وهي نفسها فشلت في التجمع لتدشين حملة مقاطعة للانتخابات، متزامنة مع اليوم الأول للاقتراع!، (3) لقاءات لتنفيذ هذه المهمة كانت نتيجتها غياب الأغلبية العظمى من قيادات المعارضة، وكان آخرها الدعوة للاحتشاد بدار حزب الأمة القومي، الحضور كان فقط الاستاذ “فاروق أبو عيسى” الذي حضر بعد يوم واحد من الإفراج عنه ، وكذلك “فرح إبراهيم العقار”، بجانب القيادي بحزب الأمة القومي “صديق الصادق المهدي”، لا أعتقد أن المعارضة يمكن أن تحقق هدفها، طالما أنها عجزت حتى أن تجمع شملها لتحقيق أهداف معلنة.
فالمعارضة التي تفشل في استمالة الشعب لتحريضه ضد ما تراه غير رشيد وتلجأ للأجنبي لمساعدتها فعليها السلام، ولا نملك سوى أن نقول لها: “بئس المعارضة”!.