رأي

عز الكلام

لك الله يا وطن!!

ام وضاح

خلوني أقول وبالفم المليان أن كثيراً من اللا منطق الذي نشاهده ونسمعه ونسمع عنه جعل حياتنا مثلثاً من اللا منطق واللا معقول واللا ممكن، ولو أنني أردت أن أضرب الأمثال، وأذكر الحقائق لاستهلكت صفحات هذه الصحيفة شهراً كاملاً دون أن أصل إلى آخر صفحة في كتاب عنوانه (اللا ممكن في زمن كله ممكن). ودعوني أضرب مثلاً يدعو للحيرة والدهشة ،في كيف تدار الأزمات في بلادنا، وكيف تعالج المشاكل، وكيف توجد المبررات التي تقتل (أجعص) موضوع ،يمكن أن يثير الرأي العام غبناً وألماً ، والدنيا قامت ولن تقعد، بعد اكتشاف جريمة مدرسة (الريان) في حق طلبة أبرياء، اكتشفوا أن الخديعة والغش ما عاد فقط في الصابون ولا المعجون ولا الساردين ولا الفواكه المضروبة والخضروات المعطوبة، ولكن الغش والخداع لم يستثنِ حتى ورق امتحانات الشهادة السودانية، ليصل بذلك معدل انحطاط الضمائر عند بعضهم إلى أدنى درجاته في فعل حيواني متوحش، لكن في عز الهوجة وركوب الموجة، لم ينتبه أكثرنا والوزيرة الاتحادية والوزير الولائي (عملوا نائمين)، وكأن الموضوع جديد عليهم، وأقصد موضوع مدرسة (الريان) العشوائية، إذ أن الوزارة تعلم بوجود المدرسة ومثيلاتها من المدارس العشوائية وتقبض رسوماً لقاء عملها وتدريسها للطلاب، لكنها لا تمنحها حق الجلوس لامتحانات الشهادة، يعني الطالب يقرأ في المدرسة العشوائية سنة أولى وثانية ثانوي وحتى الثالث أيضاً،  لكنه يجلس من ضمن طلاب مدرسة أخرى عندها تصديق، لكن صاحب (الريان) هذه المرة أدخل الوزارة في (حيص بيص) وكشف ما يدور في الدهاليز ،وجعل طلابه يمتحنون من المدرسة بامتحانات غير حقيقية لينكشف الملعوب!! وطالما أن الملعوب انكشف فلابد من مداراة الفضيحة بقرارات تبدو للرأي العام الغاضب حلاً للمشكلة، لكنها في حقيقتها مجرد ذر للرماد في العيون، لأن الحال في حاله ومجمل القرارات التي اتخذت كانت (بإعفاء) – وركزوا معاي في حكاية إعفاء دي – والأخ الوزير الولائي “عبد المحمود” (يعفي) مدير التعليم الخاص، ويعفي مدير الأساس بجبل أولياء ووزير مرحلة الثانوي بذات المحلية،  وأعفى مدير شؤون الطلاب بجبل أولياء. وكدي النبدأ بالمقلوب ما دخل مدير شؤون الطلاب بهذه القضية؟ وما دخل مدير مرحلة الأساس بمدرسة ثانوية.. طيب إذا رأس السوط  وصل مدير التعليم الخاص بالولاية نفسه،  فكيف لم تصل المسؤولية للوزير، أو ليس هو مسؤولاً عن هذا الإخفاق ، وكل هذه الأوركسترا تعمل تحت قيادته ، واللا شنو يا مايسترو؟؟ بعدين كيف يكون القرار إعفاء،  وكلنا نعلم أن الإعفاء يتم للدستوريين المعينين بقرار، وهؤلاء موظفو دولة ومعلمون يعمل أغلبهم، إن لم يكن جميعهم تطوعاً!! تعفيهم كيف يا سيادة الوزير ولا تستقيل، وقدماك تخوضان معهم في ذات البركة.
أعتقد أن ظلماً كبيراً وقع على هؤلاء الأساتذة،  الذين قدموا قرباناً لسياسات متضاربة، وسياسات عشوائية وترضيات سياسية، جعلت شخصاً لم يحمل الطباشيرة في حياته مسؤولاً من العملية التعليمية،  التي يديرها ويحرك عجلاتها بالعرق والسهر ، والضنك معلمون أفذاذ وكبار هم الأولى ، بقيادة أنفسهم وحلحلة قضاياهم، لأنهم أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها، فارفعوا الظلم عن هؤلاء، لأنني لو كنت مكان الوزير لقدمت استقالتي ، وأعلنت مسؤوليتي عن هذا الإخفاق، لكن الرجل أعفى الجماعة بى هنا وذهب إلى تركيا في رحلة استجمام. واللا تركيا فيها مؤتمر والمعلمون ما عارفين؟؟ لك الله يا وطن!!
* كلمة عزيزة
على حد علمي أن نتيجة امتحانات الأساس قد تم الانتهاء منها ، وهي في كامل الجاهزية للإعلان، لكن الوزير قفل الأوراق في مكتبه، وسافر إلى تركيا مؤجلاً فرحة الأسر بإعلان النتيجة، أعذروا الرجل لأنه لو انتظر أكثر فلن يلحق بباقي الربيع في اسطنبول.
* كلمة أعز
في مناسبات ظللت أرصد شخوصاً ظلوا يسجلون حضوراً ومشاركة في كل المناسبات السياسية والرياضية والاجتماعية والفنية، لكنني لحدي الآن لا أعرف لهم مهنة أو علاقة بهذه الأوساط ويملكون جرأة عجيبة في مكابسة المسؤولين والتقاط الصور معهم كأنهم أصدقاء حميمون.. من يحل لي لغز أب شال وعمة مفللة ومطقمة وصاحب البدلة؟؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية