مسألة مستعجلة
سائحون مهمة كللت بالنجاح ..
نجل الدين ادم
تكللت جهود مبادرة مجموعة (السائحون) أو الإصلاح ، بإطلاق سراح الأسرى السودانيين المحتجزين لدى الحركة الشعبية – قطاع الشمال، المجموعة هي تكتل مدني مستقل من مجاهدين سابقين وآخرين ذاقوا ويلات الحرب وقد فقدوا إخوة أوقعتهم الظروف في يد الحركة الشعبية في سنين الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولذلك آثروا أن يقودوا مبادرة للاتصال بالحركة الشعبية بشان مصير هؤلاء الأسرى لديها ،من الشباب والقيادات الذين القي القبض عليهم، فكان أن وجدت المبادرة تجاوباً كبيراً من الطرف الآخر، وهو قطاع الشمال، رغم الشكوك التي كانت سائدة بأن مهمة (السائحون) ستصطدم بعقبة الرفض والمماطلة وتصل إلى طريق مسدود !!.
في بادئ الأمر لم تجد المبادرة الدعم والسند من قبل الحكومة لاعتبارات إنها الجهة المسؤولة عن المواطن وأمنه وصحته، وأن (السائحون) جهة غير معنية بهذا الأمر، ولكن مع مرور الأيام وكما بدا، تداركت الحكومة هذا الأمر، وأفسحت المجال لـ(السائحون) لتبحر في عملية حوار مباشر مع قطاع الشمال بشأن الأسرى ، استمر لوقت طويل.
الآن نجحت المبادرة بالفعل وباتت في نهاياتها وهي مرحلة ترحيل الأسرى ، بعد أن وافقت الحركة الشعبية على الإفراج عن الأسرى لديها كبادرة لحسن النوايا ، على أن تقوم الحكومة كطرف آخر بالإفراج عن أسرى الحركة الشعبية لديها إن وجدوا.
أعتقد أن (السائحون) استطاعت أن تكسر حاجز المخاوف من عدم استجابة الحكومة للمبادرة لتعبر إلى بر الأمان ، وهذا نجاح يحسب لها وهي تكسب ثقة الحكومة والحركة الشعبية على السواء وتمضي في مبادرتها وتضع اللمسات الأخيرة، بعد اجتماع ثلاثي مشترك أول أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ،ضم إلى قيادات المبادرة قيادات الحركة الشعبية ،عقار وعرمان، والصليب الأحمر الدولي كجهة ثالثة وسيطة لوضع ترتيبات نقل الأسرى إلى الخرطوم.
هنيئاً لـ(السائحون) بهذا النجاح الكبير، وهي تفلح في فك أسر إخوة لهم وتعيد البسمة لأهلهم ومبروك للأسرى الذين سيعانقون ذويهم بعد أن تقطعت بهم سبل اللقاء.
أعتقد أن هذا المجهود الكبير الذي انتهى إلى هذا الاتفاق جدير بالتقدير، وحري بأن نستفيد منه في محطات أخرى خصوصاً وأن قطاع الشمال تعامل مع (السائحون) من منطلق الثقة، وقد كانت مربط الفرس في المحصلة النهائية.
نرجو أن يمتد جهد (السائحون) ليكونوا حلقة وصل بين الحكومة الحركة الشعبية قطاع الشمال في مفاوضات السلام، وفي المقابل فإن من الأجدى والأنفع أن تستفيد الحكومة كطرف مفاوض من تجربة هذه المجموعة في مفاوضاتها المقبلة مع الحركة الشعبية، وتكون جزءاً من الحوار خصوصاً وأننا نعلم أن الثقة هي المفتاح الحقيقي للتوصل إلى أي اتفاق.
مسالة أخيرة .. أتمنى أن تكون محصلة الانتخابات التي ستفضي إلى حكومة جديدة فال خير للجميع ، ليعود السلام لأهل في جنوب كردفان وفي دارفور، ويعم الاستقرار والرخاء كل أرجاء الوطن. دمتم ودام الوئام.