من وحي الأخبار

حكاية من حلتنا

قبل عدة سنوات خرج قادة قطاع الشمال،  حينما كانت الحركة الشعبية شريكة بالحكم في الخرطوم، خرج “ياسر عرمان” ورفاقه، للصحف، ببيان زعموا فيه أن قنبلة قد وضعت في مقر ودار القطاع بأركويت؛ ناحت الأقلام والمنابر، وتولت جهة أمنية التحقيقات ،وأخذت المعروضات للفحص الجنائي، وأتت الفضيحة الفصيحة ،أن لا قنبلة ولا يحزنون . وأن الأمر كان ادعاءً كذوباً، وتدخلت جهات ما، ولجمت الصحف، أو الصحيفة التي كنت أدير تحريرها، ومنعت نشر الخبر حتى لا تحرج الشركاء، وطوي الملف وخسرنا خبراً كشف الحقيقة، والسبق الذي حازته زميلة تنشط حتى الآن في الخبطات.
قبل تلك الواقعة، تابع كثير من المدونين حادثة نواح منظمات ونشطاء معارضين، بزعم أن الأمن اعتقل أحد أبناء دارفور، ممن يكتبون في موقع (سودانيز أون لاين)، وأصدرت بيانات الشجب والإدانة ،ولعنت الحكومة وحزبها ، ليكتشف أحد النشطاء مصادفة، أن المعتقل المسكين قابع في مقهى انترنت بالسوق العربي ، وهو (يلحس) الآسكريم، وقد كانت كل القصة أكذوبة عريضة، وأن الأمن المسكين لم يعتقل مناضل الآيسكريم ولا يطلبه بحق أو باطل!
قصص كثيرة مثل هذه، امتد صيتها للخارج عن تعذيب مزعوم ومطاردات واعتقالات، تتم على الفيس والانترنت، وتطور الأمر لإسقاط قتلى وموتى من طلاب الجامعات مثل شهيد الأهلية الذي قتل وشيع لمقابر حمد النيل في البيانات فقط. إذ كانت قصة والسلام.
وأعرف شخصياً مناضلين كانوا في الخرطوم ، لا يفكون خط المواقف السياسية وهم الآن في أمريكا ومصر، يفاخرون بأيام اعتقالهم، رغم أنهم كانوا بطوعهم مختفين بواسطة عناصر من أحزابهم، يشاهدون التلفزيون ويلعبون الورق، ويصدرون من منازلهم الآمنة بيانات الاستغاثة للمنظمات والجهات الحقوقية ، التي ترصد الواقعة وتتضامن مع المعتقلين بطوعهم.
لكل هذا وبكل الوضوح أقول ، إنني لا أصدق رواية عن  جهاز الأمن تتهمه باختطاف واحتجاز ناشطة بالحزب الشيوعي ،هي كريمة المرحوم “فاروق كدودة” ، والتي تبقى روايتها حتى الآن،  من طرفها هي، ولا أعلم سبباً وجيهاً يجعل جهاز الأمن يعتقلها، فهي مجرد ناشطة في حزب لم يعد يملك تهديداً للسلطة بأي قدر. وأقول إنه حتى، وإن اختطفت فعليها البحث عمن اختطفها، وعلى السلطات كذلك البحث، فربما كان هناك هواة يفعلون ذلك الأمر،  لسبب أو لآخر.
السوابق كلها تجعل من مثل هذه الروايات غير ملزمة للجميع، وأنا من هذا الجميع ، الذي يرجح أن حادثة ناشطة الشيوعي مصنوعة، وهذا اعتقادي. وعموماً حمداً لله على السلامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية