عز الكلام
أم وضاح
وللظلم نهاية!!
لعلي وكثيرين اتفقنا على أن حالة عدم التدافع نحو الانتخابات بالشكل المطلوب والمأمول، لم يكن مرده لعدم وعي الشعب السوداني بأهمية صوته واستحقاقه الذي منحه له الدستور في أن يشارك في اختيار من يحكمونه، ولكن لأن المسألة تعود برمتها إلى حالة (إحباط)، ولا مبالاة تراكمت بسبب أحداث كثيرة ومرارات أكثر، بعضها عام وبعضها شخصي، محصلته من فرد إلى آخر ترسم وتكون المزاج والمشهد العام، ولأن المرارات كثيرة وبطعم العلقم، خاصة عند أولئك الذين أحيلوا للصالح العام في بواكير الإنقاذ الأولى، وهذه تحديداً صعب أن تنسى، لأن قطع الرزق حار. وكثيرون استهدفوا في أرزاقهم وذهبوا للمجهول لذلك يظل الغبن الوظيفي هو أسوأ أنواع الاستهداف، لأن الشخص مهما كانت ثقته بنفسه يشعر بالضعف والهوان والظلم، وتتضاعف المشاعر وترتفع إلى أعلى معدلاتها خاصة عند (المبدعين)، لأنهم يحملون جينات الشفافية والحساسية، ولأنهم يقدمون للناس الجمال ويتوقعون أن يبادلوهم بالأجمل!!
وليتكم استمعتم معي، أمس، لنبرات صوت الأستاذ الكبير والمخرج التاريخي “عصام الدين الصائغ، وهو يحكي لي كيف أنه – والرجل من صناع الدهشة والإبداع في وجدان الشعب السوداني- يتعرض لـ(المرمطة) من موظف، جاء به فقط القلم الأخضر من لون مسؤول عينه، وأقصد، الأستاذ “عابد سيد أحمد” مدير فضائية الخرطوم، الذي مارس مع “الصائغ” أقصى درجات العنف النفسي وهو يمنع عنه مستحقاته عن وظيفته، ويعرضه للجرجرة والمساومة، وأمثال “الصائغ”، يحتفى بهم ويفترض أن تصلهم مستحقاتهم حتى المكتب الذي يجلسون عليه.
ودعوني أجعل من الظلم الذي تعرض له “الصائغ” مدخلاً للكارثة التي تدور تفاصيلها داخل فضائية الخرطوم، وقد كنت شهوداً عليها وأنا أقدم برنامجاً من خلالها، قصدت أن يكون عين الشارع ونبضه، فشل المدير العام أن يوفر (طربيزة) وكرسيين للبرنامج. وظللنا نطالبه بذلك، لأننا نطمع في تقديم خدمة محترمة وأنيقة بعين المشاهد، لكن المدير فشل وعجز وتقاعس، ففررت بجلدي حتى لا أساهم في رسم صورة مشوهة لا تليق بإعلام محترم، وأمثال “الصائغ”، لو أنهم كانوا يملكون القرار داخل القناة لجعلوا منها الشاشة الأولى، لكنهم لم يكونوا يستطيعون ذلك، و”عابد” يمارس معهم سياسة التشتيت، و”الصائغ” مستشار للمدير، وأسبوعاً مدير برنامج، وأسبوعاً مخرج ساي وأسبوعاً ثالثاً في الشارع ! بالله عليكم كيف يعمل الرجل في ظل عدم الاستقرار المقصود والمتعمد بسياسة وفهم، أحسد عليه “عابداً”، الذي قادته الأقدار لأن يترأس رجلاً كـ”الصائغ” ، هاجر حتى ماليزيا – رغم تاريخه المشرف بالفضائية السودانية- لينهل من منابع الإعلام، وعاد ليعمل في تلفزيون “أبو ظبي” مقدماً عملاً مشرفاً، ويومها كان “عابد” موظفاً في ديوان الحكم الاتحادي، يتلقى الخطابات الواردة، ملعونة تلك الأقدار والمكانيزمات التمكينية، التنظيم التي تجعل قامة كقامة “الصائغ” في يد أمثال “عابد” ! صدقوني . أكتب هذه الشهادة لأن فضائية الخرطوم في غرفة العناية المكثفة، بعد أن هجرها كل المبدعين الذين توافدوا إليها، أسألك أخي، والي الخرطوم، ما الذي جعل “لؤي بابكر صديق” يفر بجلده؟ ما الذي، ومن؟ شرد “زهير بانقا” و”طارق المادح” و”أمير عبد الماجد”، أين “محمد الأمين ديابق” و”بدر الدين حسني” و”ابتهال مصطفى” و”عفراء فتح الرحمن”!! حتى من يعملون الآن هم مجبورون ومقهورون، وكأنهم في غوانتنامو.. بلا ثلاجة موية .. بلا كفتيرة شاي.. بلا استراحات للضيوف ! فروا من القناة لأنها لا تعطي أياً منهم استحقاقه، وهو تقليد وحق، في كل الفضائيات المحترمة!
كيف أخي الوالي ووزير الثقافة الولائي، تنتظران مردوداً جمالياً من شخص جوعان ومهموم وعطشان و(خرمان) ! معقولة بس؟ هل يصح أن يذهب المدير بقروش القناة إلى دبي، لحضور اجتماعات اتحاد إذاعات الدول العربية، وهو في الأصل ماشي عريس! يعني هو الفساد ده إلا الواحد (يخم ليه) خزنة في صدره!! الدايرة أقوله، هو: أن قضية الأخ الأستاذ “عصام الدين الصائغ”، لم تفتح الجرح لأنه مفتوح، أصلاً، لكنها عمقته وزادته نزيفاً . و”الصائغ” يضرب مثلاً في (الركوز) على المبدأ، ويقول لي بالواضح المسألة ما قروش، المسألة مسألة حق ومبدأ وتأصيل لقيمة احترام الكبار.
فيا أخي والي الخرطوم، قناة الخرطوم تحتاج، وفي الفترة القادمة، إلى ما يعين حكومتها أن تصبح بخارطة برامجية جاذبة ودسمة، وليس خارطة توضع على حسب جدول الوالي في البيت والمنزل، تقرباً ونفاقاً ومسحاً للجوخ، أما أستاذي “عصام الدين الصائغ” ، فلك العتبى حتى ترضى، وأنا أثق أن والي الخرطوم سيعيد لك قدرك ووضعك الذي تستحق لأنه رجل يعرف قدر المبدعين، أصحاب العطاء والفكرة والبصمة!!
{ كلمة عزيزة
ليتكم رأيتم حبات الدموع تبرق في عيني الأستاذة “نجاة كبيدة” والابتسامة تضوي في وجه الأستاذة “فايزة عمسيب”، وصحيفة (المجهر السياسي) تكرمها في لفتة بارعة دشنها رئيس مجلس إدارتها وطاقم تحريرها . ليتكم رأيتم ما رأيت لكرمتم كل المبدعين، قبل أن يرحلوا ويصبحوا مجرد ذكرى.
{ كلمة أعز
غداً أحدثكم عن مظاليم مدرسة الريان الوهمية الذين قدمهم الوزير كبش فداء، ليظل في مقعده.