بيان السيدة "فريدريكا"
يوم (الأربعاء) أصدر الاتحاد الأفريقي بيانا عبر مجلس السلم والأمن أعلن فيه رسمياً إرسال بعثته لمراقبة الانتخابات السودانية. القرار اتخذ بالإجماع الأفريقي حيث سيرأس البعثة الرئيس “إليسون ابوسانجو” الرئيس النيجيري الأسبق، وكان لافتاً أن الأفارقة عبر مؤسستهم القارية قد أكدوا أن أجواء الانتخابات مواتية وملائمة لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وهو القرار الذي اتخذ استناداً لتقرير بعثة على الأرض أرسلت للتقييم، من جانب المفوضية السياسية التي لها قسم مختص بالانتخابات في كل القطر الأفريقي. بالمقابل أصدر الاتحاد الأوربي بياناً بعدها بنحو أربع وعشرين ساعة كان سيئ الذكر والإشارات انصرف عن لب الموضوع ليتحدث عن أشياء خارج دائرة المسألة والموضوع ولفت نظري فيه امتداحه للطرف المسلح في القضية السودانية حسب ما فهمت من تعميم أصدر باسم السيدة “فريدريكا موغريني” الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية بالاتحاد الأوروبي.
الاتحاد الأوربي لم يكن موفقاً في ما ذهب إليه، واضح أن البيان سياسي ومدفوع القيمة، وحينما أقول مدفوع القيمة فإني لا أعني قطعاً الآن (الأوربي) قد نال مكرمة، بقدر ما أقول إن البيان والموقف برمته إنما هو (ثمن) دفعته جماعة السيدة “فيرديكا” أو أياً كان اسمها، نطقاً ورسماً ، لصالح الجبهة الثورية، واضح أن الأوربيون الذين يقيمون المأتم والمناحات إن طالهم عمل عنيف وفظ من الجماعات الأرهابية أو غير الإرهابية في بلدانهم يطوون كشحاً على مراراتهم ومواقفهم إن كان المصاب بالأذى مواطن في بلدان العالم الثالث.
كان يمكن لاتحاد بروكسل أن يدين قبل تقييمه لانتخابات لا تزال في مرحلة الحملات كان أجدى به إدانة سفك الدماء الذي تمارسه عصابات السياسيين المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ولكنه عوضاً عن ذلك لم يخجل من القول بأنه (يشيد بهؤلاء الممثلين من الجماعات المسلحة، والمعارضة السياسية والمجتمع المدني السوداني الذين كانوا موجود ينفي أديس أبابا، وعلى استعداد للمشاركة) إن أولئك الموجودون بأديس كانت برقيات الحريق والقتل ترسل إليهم وهم يصفقون ويطالبون بالمزيد، إنه صمت العار وانتهازية السياسية التي تجعل صندوق الانتخابات أغلى من روح الإنسان ودمه.
الاتحاد الأوربي هو الراعي الرسمي والداعم الأكبر للحركات المسلحة، هو الذي يمول الرحلات والإنفاق ويصادق على تصاريح المرور، ببلد أفريقي مجاور وحينما شرعت سلطات ذلك البلد في إبعاد بعض عناصر الحركات المسلحة عن اراضيها لكونهم (خميرة عكننة) وبعد أن امتد أذاهم لمواطني تلك البلد في المعاملات التجارية والبزنس فؤجئت السلطات حينما اكتشفت أنها تتعامل مع مواطنين بهويات أوربية أي مواطنون يتبعون للاتحاد الأوربي، وكان معلوماً أنهم سودانيون أو سودانيون حاصلون في الحد الأقصى على جوازات سفر سودانية منتهية أو جنوب سودانية أو يوغندية وحدث هذا رغم أن بعض هؤلاء إرهابيون مطلوبون للعدالة السودانية وأن بعضهم ارتكب ذات ما ارتكبه الذين تطاردهم السلطات الأوربية بسببه في باريس ومدريد.
هذا بيان البصق عليه مكرمة لا يستحقها.