عز الكلام
أم وضاح
تمشي وتجي بالسلامة!!
{ ما كنت أظن أن السطرين أو الثلاثة أسطر التي كتبتها قبل يومين تحت بند (كلمة أعز)، ما كنت أظن أنها ستلامس هذا القدر الكبير من الأوتار الحساسة لدى من اطلعوا عليها، ولكأني قد أدخلت يدي في عش الدبابير التي تطايرت بأجنحة السخط والرفض والاستغراب من سفريات رئيس البرلمان السابق السيد “الفاتح عز الدين” في رحلات ماكوكية مجهولة السبب ومجهولة الفائدة.. والغريبة أن بعض من اتصلوا عليّ هم برلمانيون مخضرمون، بعضهم هو من ذات الدورة البرلمانية التي ترأسها “الفاتح”، وعلى حد نقاشي معهم أدركت أنهم لا يملكون إجابات أو مبررات لهذه السفريات (المركزة) خاصة وأن (الهليلة) التي تحيط بها تحركها أموال خزينة حكومة السودان في إرهاق واضح لها هي لا تملك له طاقة ولا قدرة، فكيف يكون هذا السفر المتكرر بصورة لا يليق بها وصف إلا أنها (ترف وبذار) من غير داعٍ، في مفارقة عجيبة لدور البرلمان الذي هو المؤسسة التي يفترض أن تحمي أموال الشعب السوداني من التسيب والإهدار والتجنيب!!
وحتى لا يظن أحد أننا نتجنى أو نظلم رئيس البرلمان السابق، دعونا نجرد معه حساب هذه الرحلات بكل هدوء.. فما الذي نجنيه من زيارته لدولة مثل فيتنام؟ وشنو الاتفاقية التي وقعت؟؟ شنو العلاقات التي فعلت واقعاً دبلوماسياً يمشي في شوارع علاقاتنا الخارجية؟؟ لو أن الرجل يملك الإجابة عن الأسئلة أعلاه فيما يختص بسفرياته المتكررة، عندها يكون حق الاعتذار له واجباً لا ننتظر أن يمليه أحد علينا.. لكن طالما أن الأمر مستمر كما هو عليه، فمن حقنا أن نطالب بمحاسبة من يهدرون المال العام، وإهداره ليس بالضرورة أن نملأ غرفة بأوراق فئة الخمسين (ونخرش فيها كبريتة).. وهذه الرحلات الغريبة في توقيتها ووجهتها وبهذه الكثافة تعدّ إهداراً لا بد من إيقافه، ومعظم أموال البلد وميزانيته تسربت وتبددت في سفريات بلا نتائج ولا مردود، ومؤتمرات بلا حيثيات أو مخرجات، ودورات تدريبية بلا علم أو خبرة.. ولن أنسى ما أنسى في حياتي منظر ذلك البرلماني (المشلخ) وكنت وقتها في القاهرة وصادف ذلك تجمع برلماني عربي، فجاء الرجل في ختام المؤتمر وكان على ما يبدو متجهاً إلى المطار بالعربة المخصصة لتحركات الوفد السوداني إلى محلات (التوحيد والنور) الشهيرة بشارع (باب اللوق)، وظللت أرقبه وهو يحشر البضاعة والأدوات الكهربائية والملابس في العربة، والمصيبة أن ديباجة المؤتمر وعليها علم السودان على (جاكيت) بدلته، والسائق المصري كاد أن ينفجر لأنه المفروض يتواجد في المطار في وقت محدد.
هذه هي للأسف عينة ممن يسافرون على حساب الغبش إلى الخارج، وبدلاً عن أن تكون الرحلة رحلة عمل وواجب وطني تتحول إلى رحلة لتلبية طلبات (المدامات) إن كن أكثر من اثنين، أو المدام حال كان الرجل موحداً.. وسلام مربع لرحلات العمل!!
{ كلمة عزيزة
السيدة وزيرة التربية والتعليم عقدت مؤتمراً صحفياً في المطار، ليس لتعلن استقالتها كما صرحت بذلك عقب فضيحة مدرسة (الريان).. ما علينا، لكن الذكرى تنفع المؤمنين.. الست الوزيرة احتفت بوصول حامل أوراق الشهادة السودانية باليمن وهي حصيلة (عشرين طالباً فقط) ولا أدري شنو البطولة والإنجاز في أن يجيء موفد الوزارة بالأوراق.. طيب ده الورق.. يعني لو أجليتوا الطلاب ذاتم تعملوا مؤتمر عالمي تدعوا له وزراء التعليم العرب والأفارقة ليقفوا على عظيم التجربة.. فعلاً الفاضي يعمل قاضي!!
{ كلمة أعز
للمرة الخمستاشر يقف المحتفلون والمحتفلات في ختام مهرجان البقعة على المسرح القومي بأم درمان.. وللمرة الخمستاشر نقول إن هذا المسرح لا يشرف السودان أمام الوفود التي تزورنا وتقدم عروضها عليه، ولنضع في اعتبارنا أن هذا المسرح إرث تاريخي كبير سبقتنا عليه دول عربية كثيرة بها الآن مسارح على أحدث المستويات، بنية هندسية أو مكملات درامية من أجهزة صوت وصورة وميك آب.. بالمناسبة وطالما الحديث عن الإهمال مسؤولين من الخير وين مشروع المكتبة الوطنية الذي بشر به “السموأل خلف الله” أيام كان وزيراً؟ هل كان المشروع مشروع دولة أم أنه مشروع وزير ذهب بذهابه؟!