"نبيل أديب".. لوحة مضيئة في كيان المعارضة!!
يقلم – عادل عبده
الأستاذ “نبيل أديب عبد الله” شخصية قانونية وسياسية لا تعرف ترطيب المواقف وتدليس الأفكار وتغليف القناعات.. إنه رجل مباشر يدلق آراءه وقناعاته ومنهجه وإشاراته على طبق من الشفافية بلا رتوش ومداهنة.
يتعامل الأستاذ “نبيل” من خلال رؤية فريدة، فهو معارض من طراز مختلف لا يجنح إلى حسابات النجومية والظهور حين يهاجم السلطة ويحاول تعرية المنهج الذي تطبقه في الحكم، وبذات القدر لا يجامل التنظيمات المناهضة للإنقاذ، ويطلق حيالها الملاحظات الواضحة والنصائح التي تدلف في الأعماق دون مداهنة ومسايرة!! يرى “نبيل أديب” أن تحالف المعارضة في حاجة إلى رافعة قوية تساعده على النهوض من كبوته وإخفاقاته والرهان على الخيال الجامح، فالإنقاذ في نظره لا يمكن أن تسقط بالهتافات الداوية والأماني الوردية وانتظار الفرج من خارج الحدود، بل لا يمكن أن تتنازل دون استخدام الحنكة السياسية في التحاور معها ودراسة عناصر القوة والضعف في هياكلها، فالشاهد أن مولانا “نبيل” قرع الأجراس بعنف حتى تذهب كبسولة الشعارات المبسترة في حضن المعارضة، بل راح يقوم بتفكيك الكتلة الصماء حتى تلوح الحقائق والصور من وراء الستار.
بقدر ما احتوى سجله في الدفاع عن رموز المعارضة وتبني قضايا المظلومين والعمل على إعادة الإصدارات الصحفية الموقوفة، فإن “نبيل” ظل يعتقد بأن دعم فهم المعارضة لميكانيزم الحوار ومرتكزاته من حيث التكتيكات والاستراتيجيات يعني التخبط والتسطيح، بل ذات مرة لم يتورع عن القول إن الجماهير التي خرجت إلى الشارع ليست لها صلة بالمعارضة.
تحمل المحامي “نبيل” أرتالاً من الاحتجاجات الكثيفة والإشارات الحارقة عندما تولى الدفاع عن الفريق “صلاح قوش” حين وجهت إليه السلطة تهمة تقويض النظام الدستوري، وقد قابل تلك الهجمة الشرسة بعقلية القانوني الضليع والسياسي العميق، فالذين قاموا بتصويب الرشاش نحوه فات عليهم إدراك مدلول الاحترافية المهنية العدلية الملهمة وما تفرضه من معطيات مقدسة تتعاظم على الخصوم السياسية.
من الناحية الواقعية، كانت ملاحظات المحامي “نبيل” القوية على المعارضة تعني إطلاق مدفعية كثيفة نحو الحكومة تحمل دخاناً حارقاً وإشارات غليظة وهجوماً أكثر إيلاماً، فهو ينتقد المعارضة من معيار الشفافية العالية حتى تقوى شوكتها وتراجع أوضاعها وسياساتها وتستعد للانطلاق على أسس مدروسة، وقد يشكل منهجه لوحة مضيئة لكيان المعارضة.
المحامي “نبيل أديب” له منطقه الخاص في ترجمة الأشياء، فهو شديد الإيمان بما يقدمه ولا يقبل أن تفرض عليه رؤية لا يقتنع بها، ولا ترهبه الرشاشات المضادة.. وقد تكون براعة “نبيل أديب” أنه يهاجم الحكومة بهدف السقوط أو التنازل، وينتقد المعارضة بهدف الاستقواء!!