أم وضاح
إيه الحاصل يا جدعان؟؟
عز الكلام
هدد حزب الأمة القومي بأنه سيلجأ إلى خيار الانتفاضة الشعبية وتهيئة الشارع لها ما لم يتخذ المؤتمر الوطني قراراً بالموافقة على المشاركة مع المعارضة في الاجتماع التحضيري حول الحوار السوداني بأديس أبابا، وبصراحة هذا التهديد يستدعي الضحك لأسباب كثيرة أختصرها في ذكر اثنين: الأول أن السامع للغة التهديد والوعيد من حزب الأمة بتحريض الشارع والقيام بانتفاضة شعبية، يتبادر إلى لسانه تهكماً مقولة (الما عارف يقول عدس). وحزب الأمة القومي هذا حتى قبل أن يتجزأ إلى قبائل شتى ما كان يملك الكاريزما ولا القدرة على تحريض الشارع السوداني، بدلالة أن أحداث سبتمبر التي قامت ضد القرارات الاقتصادية آنذاك كانت حراكاً شعبياً بلا قيادة أو تخطيط، يومها حاول حزب الأمة ومعه بعض الأحزاب الانتهازية ركوب الموجة غير عابئين في أي شاطئ أو مرفأ سترسو سفينة الأحداث. فعن أي انتفاضة يتحدث الأمة القومي الذي هو الآن يحتاج إلى انتفاضة داخلية تعيد الأمور فيه إلى نصابها الصحيح!! أما السبب الثاني فلا أدري لماذا أصبح فجأة الحوار (حلو) وسكر نبات مؤخراً والحزب كان يتمنع ويرفض المشاركة جملة وتفصيلا في أي اجتماعات، وهذا يؤكد أن الأمة القومي يخطو هذه الخطوة بمبدأ تكتيكي محاولاً عرقلة الانتخابات التي يمضي المؤتمر الوطني بقاطرتها غير عابئ (بالقضبان) المنزوعة بين كل محطة ومحطة، والمبدأ التكتيكي لا علاقة له بالشعب السوداني الذي ترفعه الأحزاب المعارضة واجهة تخبئ وراءها أطماعها المبذولة بلا حدود!!
بعدين كدي لنسأل الإخوة في حزب الأمة القومي ياتو شارع هذا الذي سيخرج منتفضاً وتشاهدون بأعينكم يوماتي الحشود في لقاءات مرشح المؤتمر الوطني تجدد له العهد والميثاق!!
أنا شخصياً لا أظن أن المؤتمر الوطني (مُلام) على رفضه الذهاب إلى “أديس” ولا يستطيع أحد أن يلصق به تهمة عدم الحرص على الهم الوطني. وهذه الأحزاب كانت تمارس الرفض والفرجة والشماتة على عدم الوصول لأي اتفاق ينهي أزمات البلاد، ووفد الحكومة هذا (ساسق) إلى “أديس” حتى كاد “غندور” أن يتحول إلى “تسفاي” وأ”مين حسن عمر” إلى “زيناوي”!! فما الذي جدَّ ليصبح الحوار مطلباً مهماً من أجله يراق استقرار الشارع السوداني بانتفاضة غير محسوبة العواقب لأنها رمي للمنتفضين أنفسهم في غياهب المجهول، والأحزاب التي تطرح نفسها بديلاً للمؤتمر الوطني هي أحزاب نفسها ممزقة تعاني الشتات والانقسام والمشاكل. وما يحدث في الحزب الاتحادي لا يؤهله إطلاقاً لقيادة البلد وكذا حزب الأمة الكبير والفكة منه، ويبدو أن اللعنة طالت أيضاً حزب حركة الإصلاح الذي يشهد مكتبه السياسي أيضاً أزمة تجعله غير جدير أو مستعد لإدارة أزمات السودان الكثيرة والمتشعبة.
في كل الأحوال ما عادت الأحزاب المعارضة قادرة على أن تضع نفسها في خانة (الند) مع حزب المؤتمر الوطني، والتلويح بانتفاضة شعبية ليس منه شيء من الذكاء لأنه سيعريها تماماً وينزع عنها آخر ورقة توت تتستر بها، وعندها تجد تفسيراً للمثل السوداني الذي يقول “فلان داك الهواء ضربه”
* كلمة عزيزة
ما من شك أن مشاركة السودان في عاصفة الحزم ذلك التحالف الإسلامي العربي كانت مشاركة موفقة أعادتنا إلى الحضن العربي الذي ابتعدنا عنه طويلاً. وإن كانت المشاركة إيجابية بحسابات السياسة والاقتصاد أرجو ألا يُنسي القيادة السياسية الزهو بهذه المشاركة أن هناك الآلاف من الأسر السودانية الموجودة باليمن والمعرضة في أي لحظة لانتقام قبائل الحوثيين جزاء مشاركة بلادهم في هذا الحلف، وحتى الآن ظللنا نسمع عن أن الحكومة ستخلي الرعايا السودانيين لكن كيف ومتين لم يصرح أحدهم بالكيفية والتوقيت، خاصة أن أصوات كثيرين منهم اشتكت من قفل السفارة السودانية لأبوابها، وبالتالي انسدت أمامهم أبواب الحلول .. نعم استقرار اليمن وتثبيت دعائم الشرعية مهمة دينية ووطنية مهمة لكن أرواح أولادنا وبناتنا هناك أهم!!
* كلمة أعز
استمعت عبر واحدة من إذاعات الإف أم لشعارات الحملة الإعلامية للحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) والتي لم تكن كلماتها مموسقة على لحن لـ”خليل فرح” أو “إسماعيل عبد المعين” أو “حسن خليفة العطبراوي”، بل كانت بطريقة (الراب) أو الهيب هوب في مشاترة عجيبة لا علاقة لها برصانة الحزب التقليدي الذي يلبس طاقية السادة الختمية!! أنا ما عارفة شنو قصة الراب الفي البلد دي؟؟ هو حاصل إيه يا جدعان؟؟!