المشهد السياسى
هموم مهنة الطب وواجباتها
موسى يعقوب
مساء (الجمعة) – أمس الأول – دعا المجلس الطبي السوداني عبر رئيسه البروفيسور “زين العابدين كرار” نخبة كبيرة من رموز المهنة الطبية، إلى عصف ذهني وتداول خبرات وتجارب وهو حال وبرنامج عمل درج عليهما المجلس الطبي. فكما قال “الزين كرار” – المهنية مهارة ومسؤولية ونظام عمل في إطار القوانين العامة ثم العمل من أجل المريض قبل الطبيب.
ولعلي قد كنت (الوحيد) إن جاز التعبير ممن هم من خارج المهنة وحضروا تلك المحاضرة واستمع إلى ما قيل، رغم أني أمثل المجتمع في لجنة السلوك المهني بالمجلس الطبي وهي لجنة تفصل في تظلمات من يتقدمون إليها في ذلك الخصوص من ممارسين للمهنة ومتلقين لخدماتها.
خطاب السيد رئيس المجلس الطبي ومحاضرته تناولا العلاقة بين المريض والطبيب وهي قضية (تواصل) Co munication وعلاج وغرس للطمأنينة. وذلك تأسيساً على أن العمل من أجل (المريض) في المهنة ومواثيقها قبل (الطبيب).. ويجعل نتائج الأعمال بأشكالها المختلفة مقبولة. فالمجتمع معني إلى حد كبير بهذه العلاقة التي تؤسس إلى احترام متبادل وثقة الشيء الذي ربما كان مفقوداً في بعض الأحيان. بل أن المتحدث نفسه – البروفيسور “كرار”– اعترف بأن في المهنة قلة ممارساتها سالبة وتؤثر عليها.. فالواجب علينا قال المحاضر– تقديم أفضل ما نستطيع من خدمات لتحسين المهنة وسمعتها بين المتعاملين معها.. لأن التواصل مع المريض يعكس إنسانية المهنة.
وهنا أجد الفرصة كصحفي وكاتب رأي ومعني بالشأن العام وقد استمعت إلى الكثير الموجب تلك الليلة، أن أقول إن ما ينال المهنة الطبية من بعض الأقلام هو أمر سالب إلى حد كبير، لا سيما وأن أحداً من عقبوا على محاضرة السيد رئيس المجلس الطبي وهو صاحب مؤسسة خاصة طبية مشهود لها، قد ذكر أنهم تقدموا بعدد من الدعاوى القضائية ضد بعض الأقلام والمؤسسات الصحفية وكسبوها..!!
القلة هنا وهناك والحال كذلك تضر بمهنتها وتسيء إليها عبر الأفعال السالبة وغير الموفقة.
الدكتور “الزين كرار” وهو يختم محاضرته أشار إلى الكثير المفيد في استراتيجيات وبرامج المجلس الطبي السوداني، التي صار لها انتشارها ووصولها إلى الأقاليم بعد المركز بالتنسيق مع وزارة الصحة والمستشفيات.. والخطة المستقبلية – هكذا قال البروفيسور “كرار” – هي وجود مدربين في كل ولاية وأضاف إلى ذلك قائلاً:
– لا بد من تحسين الوضع إدارياً ومهنياً.
– ولا بد من الاهتمام بالأجيال الجديدة التي تعني مستقبل المهنة وديمومتها بكفاءة.
واعتلى المنصة بعد ذلك الدكتور “الخاتم إلياس” الذي ربط بين ما يجري في المهنة الطبية لدينا وما يجري في العالم مركزاً على (سلامة المريض) Patient Safety .. ومن ملتزماتها (إدارة المخاطر) وتدارك الأخطاء الطبية Medical Errors .
وإذا ما حدث ذلك كله أو بعضه فإن المهنة الطبية ستتعافى وتصبح جاذبة بالكامل وليست طارئة. وذلك ما يعمل من أجله أهل المهنة وخبراؤها فضلاً عن مؤسساتها ومنظماتها.
ولما كان الأمر في فندق كورينثيا بالخرطوم ذلك المساء في جملته عصفاً ذهنياً تناول هموم مهنة الطب وواجباتها، فإن ثلاثة من كبار المهن وخبراءها – حفظهم الله – كانت لهم تعقيباتهم وإضافاتهم على ما قيل وهم:
– البروفيسور أحمد محمد الحسن
– والبروفيسور الشيخ محجوب
– والبروفيسور حسن محمد إبراهيم
فثلاثتهم ممن عمرت القاعة في كورينثيا مساء (الجمعة) بمن درسوا وتدربوا عليهم من الأطباء وأهل المهنة من صيادلة وغيرهم.. وقد تلاهم لا ريب آخرون أدلوا بما لديهم وكنت أحدهم، فذكرت أن دعوة المجلس الطبي ومن التقيت وما سمعت قد أضافت إلىَّ الكثير الذي يحتاجه كاتب الرأي والتحليل فإن يسمع المرء ويري خير من ألا يفعل..!
شكراً للمجلس الطبي ورئيسه البروفيسور “الزين كرار” ولا أنسى العشاء الفاخر بعد ذلك اللقاء والعصف الذهني.. فلا عدمنا حراك ونشاط المجلس الطبي السوداني.