ما عارفين حاجة !!
زعمت إحدى الصحف قبل يومين أن العاصمة المصرية القاهرة شهدت لقاءً مُغلقاً وسرياً وغير معلن بين مساعد الرئيس بروفيسور “إبرهيم غندور” ومسؤول القطاع السياسي بالوطني “مصطفى عثمان” من جهة، وزعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” من جهة أخرى، بحضور نجل “المهدي”، مساعد الرئيس “عبد الرحمن المهدي”. وبحث اللقاء حسب الصحيفة عودة “المهدي” للبلاد، وطرح “المهدي” بدوره مشاركة قوى (إعلان برلين) والحكومة في الملتقى التحضيري للحوار الوطني بأديس أبابا قبل قيام الانتخابات، على أن يناقش الملتقى التحضيري تأجيل الانتخابات وتشكيل حكومة انتقالية قومية برئاسة المشير “البشير” ومشاركة حزب الأمة القومي والجبهة الثورية وبقية قوى (إعلان برلين) !
القيادي البارز بالمؤتمر الوطني التقط القفاز وامتدح المقابلة. وأكد أن لقاء “إبراهيم غندور” برئيس حزب الأمة “الصادق المهدي” بالقاهرة يأتي في إطار التواصل السياسي مع مختلف القوى. موضحاً أن حزب الأمة القومي حزب معترف به والظرف السياسي يقتضي توحد القوى السياسية كافة ورغم أن التصريح من شاكلة تصريحات العلاقات العامة ونثر العطر لكنه من جهة أخرى يعزز أن هناك لقاء تم وانعقد وهو ما تطابق مع تصريحات منسوبة للسيدة “مريم المهدي” ثم أتى بعد كل هؤلاء البروفيسور “إبراهيم غندور” ليمسح ذلك باستيكة ويفجر المفاجأة بقول قاطع إنه لم يلتقِ “الصادق المهدي” ولا حاجة !!
الطريف أن المعارضة بالخارج وبالداخل كانت تتأهب لإصدار بيان غضوب وكانت ستشرع في جرجرة رئيس حزب الأمة إلى أديس أبابا والراجح أنها كانت ستخضعه للتوضيح وكنت شخصياً أحادث أحد أصدقائي من مناضلي الخارج فأكد لي أنهم وجهوا بالفعل (حار حار) استفسارات للمهدي وأنه مطلوب منه تقديم تنوير ولم ينس صديقي بالطبع أن يمارس قليلاً من خيلاء السياسيين فيزعم أن الرجل أخطرهم مسبقاً بما سيتم وأنه لم يفعل ما يفعل ما يفعل من تلقاء نفسه وبالطبع ظللت اليوم أطارده بالهواتف و(الواتساب) ولا يرد.
بالإجمال وببساطة واضح أن الخبر الأول والرئيس الذي أذاع خبر اللقاء كان مضروباً، وتدحرج من علٍ فهبط على سكون الحالة السياسية والإعلامية ليحرك بركتها، فقيادي المؤتمر الوطني (الأمين) استنكف أن يكون بعيداً عما يجري فقال ما قال دون أن يراجع في ما يبدو حزبه وجماعته فعزز رواية غير صحيحة وهو ذات ما جرى للمعارضة التي أثق في أنها اقتنعت من الصحف وخبرها الأول أن اللقاء انعقد، وربما تظل على هذه القناعة حتى بعد نفي البروف “غندور” للأمر وهو بطل المشهد وأخشى أن الأمر يمتد لحزب الأمة نفسه إذ سيكون بعض القيادات قد احتفوا بالأمر أو لم يحتفوا على حسب الحال والمواقف وهكذا دواليك بين حزب هنا وحزب هناك حكومة ومعارضة.
حكاية اجتماع القاهرة الذي لم ينعقد هذا إلا في الصحف أكدت عندي أن كثيراً من المتحدثين (ما عارفين حاجة) وأنهم يفتون وارد الوقت كما أنها أكدت أن هفوات الصحف كثرت وتكاثرت.