من وحي الأخبار

دويتشه ديموكراتشه ريبّوبليك!!

هاجت الأسافير مرة أخرى ضد ولاية الخرطوم وذائع الصيت (جسر المنشية) بعد تداول صور لعدد من الأشخاص الذين ربما يكون من بينهم مسؤولون يؤدون الصلاة فوق الجسر على ما أعتقد، وقد تعرض أولئك لسيول من السخرية الماحقة والتهكم الذي بدا لي عملاً غير لائق أو مبرر، إذ لم أفهم هل التهكم من الصلاة نفسها؟- واستبعد هذا الخيار- ليبقى استهداف من أدوها، وهذا أيضاً تحامل، لأن أحداً لم يطلع على نواياهم لقياس معايرة الصدق والإخلاص فيها، ثم ربما تكون صلاة مكتوبة أدركتهم فقاموا لها، لأنه وحسب قول بعض العلماء وفي الأمر خلاف فإنه لم يرد شيء من السنة في صلاة الشكر، وإنما الوارد في سجود الشكر، ومن القائلين بهذا الشيخ “بن باز”.
بدا لي، والله أعلم، أن البعض من مناضلي الـ(كي بورد) قد انطبق عليهم المثل القائل (عدم الشغلة بعلم المشاط) لأنهم باتوا يترصدون سكنات وحركات كل ما يرتبط بالحكومة ويحولونها إلى قضية وحدث، فإن لم يقل المسؤول شيئاً قولوه، وإن لم يقع حدث اصطنعوه، ودائماً يتم النظر من زوايا يتم فتح حدتها لتتحول إلى زاوية كاملة الانفراج يرسمون تحتها وفوقها ظلالاً من المشاهد والتعليقات في محاولة لجر الرأي العام كله إلى نقطة السلبية والمواقف العدائية صح ما نقلوه أم لم يصح.
استئناف حركة السير وانتظامها بالكوبري الفخيم حدث كان يمكن التعامل معه بشروحات وآفاق أوسع من مجرد اختزاله في لقطة ورسم حدث عليها حتى دون التثبت من الأمر، وهو قطعاً مخطط لست أدري هل هو عشوائي أم عمل مرسوم بعناية لأغراض الهدم السياسي، لأن أمثلته كثرت وتكاثرت، والراجح أن الدوائر المحركة لها كلها جيوب معارضة، وهذا يجعلني أحس بأن الحكومة وأنصارها أعلى نبلاً من خصومهم لأن لأعدائها كذلك هفوات ثابتة ومعلنة تستحق وحدها مجلدات من النقد والانتقاد، ولو كانت الصلاة مثلاً على جسر سواء أكانت صلاة مكتوبة حل ميقاتها أو بأية نية أخرى عملاً يستحق السخرية والاستهجان والعياذ بالله فماذا نسمي جلوس قيادي سياسي ومفكر و(العود والصندل) أمامه والبخور يضوع ليمارس طقوس الجرتق لعرسان؟!
وماذا نسمي (جلطة) ذاك السياسي الذي يبدو أنه لا يظن أن العالم متوقف في مرحلة الثمانينيات حينما قال وهو يخاطب طيوف المعارضة في اجتماع (برلين) مؤخراً، الذي جمع الشامي والمغربي من المعارضة السودانية المسلحة وغير المسلحة حينما قال الرجل إنه يشكر جمهورية ألمانيا الديمقراطية (دويتشه ديموكراتشه ريبّوبليك)، ولا عزاء لألمانيا الاتحادية الحالية وولاياتها الست عشرة التي يجهلها الرفيق المحترم؟! وقطعاً فقد مرت الهفوة المضحكة مرور الكرام على رهط المناضلين العاطلين عن أية معرفة بالتاريخ أو الجغرافية وربما يكون بعضهم قد صفق وهو يحسب أنه أحسن صنعاً.
دوماً ظللت أقول إن الحكومة وحزبها أكثر احتراماً من المعارضة حتى في مقياس أنشطة نشطاء الانترنت، فالحكومة تستر خصومها والمعارضة إن لم تجد افترت!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية