مرشح..!!
خاطب المرشح الرئاسي “عمر حسن أحمد البشير” عصر أمس (الثلاثاء) احتفال الحملة النسائية القومية لترشيحه وسط حضور كبير ولافت ومتنوع. وقد لفت نظري، واستحسنت ذلك، أن الخطاب كان قصيراً وبسيطاً، ثمن فيه “البشير” جهود المرأة ودورها الاجتماعي والسياسي، وأعجبتني فقرة شكره لوالدته وهو قول جميل أن يسمعه المرء في مثل هذا الحشد المهيب الذي جعل أحد المدونين السودانيين– ليس عضواً بالوطني- يكتب (إن كان هذا النظام- ما زال- قادراً على حشد كل هؤلاء النسوة لحملته الانتخابية فحق له أن يحكم البلاد ربع قرن آخر من الزمان).
خطاب مرشح المؤتمر الوطني الرئاسي عصر أمس بأرض المعارض ببري سيكون الثالث في يوم واحد، إذ يفترض أنه خاطب الناس عبر الإذاعة السودانية في السابعة صباحاً ضمن البرمجة التي أعدتها المفوضية القومية للانتخابات في إطار الحملة الإعلامية على مستوى رئاسة الجمهورية والدوائر القومية والولائية، وهي البرمجة التي سجل فيها المرشح الرئاسي رئيس حزب العدالة “ياسر يحيى صالح” ومرشح رئاسة الجمهورية “محمد الحسن محمد الحسن محمد الحسن” عن حزب الإصلاح الوطني، كما سجل للإذاعة والتلفزيون مرشحو الأحزاب للدوائر القومية والولائية، حيث سجل “عبد العزيز النور علي بابكر” الأمين العام لحزب الوطني عن مرشحي الحزب.. حسب متابعاتي كان من الأوفق لصالح عدالة الفرص ومتاحات إيصال الرسائل، ولصالح مرشح الوطني نفسه أن يحدث توازن بين خطابه في حملته الحزبية وتوقيت فرصته في البرمجة التلفزيوية، وهذه ملاحظة، لكنها غير ملزمة بالطبع، ندفع بها من باب الحرص على عملية تنافسية مميزة وعادلة، لأنه وبأمانة فقد حصل مرشح المؤتمر الوطني ليوم أمس فقط على ثلاث فرص ومخاطبات مع مراعاة أن “البشير” هو الآن أيضاً الرئيس أي أن اسمه يرد ونشاطه يغطى من الناحية الأخرى في مناشط ترتبط بعمله وواجباته كرئيس، وهو ما يجعل اسمه مطروقاً وحاضراً حتى وإن تعلق الأمر بغير عمل حزبي أو انتخابي.
شخصياً، لم استطع حتى الآن تمييز اسم لمرشح رئاسي آخر، وهذا أمر مزعج وغير مريح، فعلى أولئك المرشحين كما كررنا كثيراً أن يتحدثوا لكي نراهم.. لقد قال أحدهم مثلاً إن برنامجه الانتخابي يقوم على تكوين حكومة تكنوقراط من الأحزاب والشخصيات من ذوي الكفاءة الذين تتوفر فيهم النزاهة؛ مهمتها إنجاز ملفات الدستور ووقف الحرب وتحقيق العدالة ومعالجة الأزمة الاقتصادية وقضية العلاقات الخارجية، وأكد سعيه لبناء شراكة حقيقية مع كل القوى السياسية في البلاد لتحقيق التوافق والاستقرار.. وهذا قول طيب لكن إن سألت فإن قلة قد تعرف أنه المرشح الرئاسي “محمود عبد الجبار”.. ومثله آخرون ربما تكون آخر فرصهم أن تستمع إليهم حسب حصتهم من الزمن في الإذاعة القومية أو التلفزيون.. وهنا تجب الإشارة إلى أن توقيت البث لتلك التسجيلات للمرشحين كافة بمن فيهم “البشير” تبدو غير مناسبة.
من يستمع لمرشح في السابعة صباحاً بالإذاعة؟! ومن سينتظر الحادية عشرة مساء بالتلفزيون؟؟ لا أعتقد أن الزمنين من مواقيت المشاهدة أو الاستماع العالي.