علاقتنا مع أمريكا والعرب!!
هللنا وكبرنا وفرحنا بقرار الإدارة الأمريكية برفع الحظر عن برامج أجهزة الكمبيوتر وكل ما يتعلق بها، ولكن الحقيقة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخذ هذا القرار وفي هذا الوقت بالذات إلا لمصالحها وإذا كانت الولايات المتحدة راضية عن السودان وراغبة في تحسين علاقاتها به كان من الأولى ومن الأفضل رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذه جريمة أخطر من أجهزة حاسوب أو قطع غيار، فسمعة السودان هي الأولى.. لأن أمريكا تعلم علم اليقين أن السودان ليست له علاقة بالإرهاب أو الإرهابيين، وهي تعلم يقينا أين هم الإرهابيون وأين يعيشون وماذا يفعلون، ولكنها تغض الطرف عنهم وتبحث عن تدمير السودان الآمن المستقر بشتى الطرق.. الآن فرحنا وفرحت الحكومة بهذا القرار الذي لا نعلم أسباب صدوره في هذا الوقت.. وماذا تريد من السودان أن يفعل لها في ظل الجماعات التي تحاصر المنطقة من (بوكو حرام) إلى (داعش)؛ لذلك تحاول أن ترفع عن السودان هذا الحظر البسيط كما (نجدع) للكلب العظم.
ربط البعض أن زيارة مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” ووزير الخارجية “علي كرتي” لأمريكا مؤخراً هي السبب الأساسي في رفع هذا الحظر أو في تحسن تلك العلاقات.. ولكن نقول إن أمريكا ليست كما هو الحال في الدول العربية أو دول العالم الثالث، تعمل بردود الفعل والأجاويد، أمريكا دولة مؤسسات ولن تتخذ قرارات منفردة، لا بد أن يجلس الجميع كونجرس أو لوبيهات ومن ثم يتم اتخاذ القرار الذي يرونه، عكس ما هو موجود عندنا في دول العالم الثالث نعمل بالأجاويد والعواطف.. لذا يجب ألا نهلل لما تقوم به أمريكا معنا، وأعتقد أن الخطوة التي قامت بها لم تكن وليدة اللحظة بل هي خطوات اتبعت منذ فترة طويلة.. ولا علاقة لزيارة “غندور” أو وزير الخارجية بها، ربما تكون تلك الزيارة لها ما بعدها في خطوات أخرى في إطار تحسن العلاقات الخارجية السودانية مع الولايات المتحدة الأمريكية أو دول الجوار العربي الذي شهد خلال الفترة الماضية اضطراباً وسوءاً في العلاقات.
الآن وبعد خطوة أمريكا تجئ الخطوة الثانية مع الدول العربية حيث يبدأ رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” زيارة لدولة الإمارات في خطوة نعتقد أنها بداية الانفراج الحقيقي لعلاقات مميزة في ظل الاقتصاد المخنوق داخلياً، وهذه الزيارة ربما تدفع دول الخليج العربي لمد يد المساعدة للسودان بعملات حرة تساعده على تسوية مشاكله من استيراد ورفع قيمة الجنيه السوداني في مواجهة الدولار المتصاعد دائماً.. عموماً بقدر عدم التفاؤل الكبير مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكن نتفاءل بتحسن العلاقات مع دول الخليج كافة وعودة الصفاء الكامل بيننا وبينهم.