تقارير

مشاهد من دار المؤتمر الشعبي قبل انطلاق أعمال (6) لجان

 (14) حزباً سياسياً يلتقون “الترابي” ويعلنون الحوار من دون شروط
 “بشير آدم رحمة” يستقبل ممثل الاتحاد الأفريقي في اجتماع مغلق
الخرطوم –  طلال اسماعيل
الارتياح في وجه الأمين العام للمؤتمر الشعبي “حسن الترابي” لم يستطع طاقم حمايته أن يخفيه والرجل الذي تجاوز عمره (83) عاماً يستقبل ممثلي (14) حزباً سياسياً مشاركون في الحوار الوطني من دون شروط. تغير المركز العام للحزب المعارض وبدت تظهر عليه آثار النعمة من خلال قاعة الاجتماعات الفخيمة والكراسي الجديدة  ذات اللون الأحمر. وعند الساعة الثالثة والنصف من ظهر أمس (الأربعاء) توقفت عربة الاتحاد الأفريقي أمام دار الشعبي لتكمل المشهد، وتضيف الاستفهام إلى جملة التساؤلات. وعقد أمين العلاقات الخارجية “بشير آدم رحمة” اجتماعاً مغلقاً مع ممثل الاتحاد الأفريقي حول تطورات الأوضاع في البلاد، بالتزامن مع اجتماع “الترابي” بممثلي الأحزاب.
وقال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر”: (الخلافات بين الأحزاب المحاورة شغلت الرأي العام إلى حد كبير جداً، ونحن نؤكد أن الأحزاب المحاورة التي تبلغ (16) حزباً مستمرة في الحوار الوطني من دون شروط، هناك (3) أحزاب قررت تعليق الحوار لبعض القضايا مثل الحريات والحقوق الأساسية التي نعتبرها واحدة من القضايا في الحوار، واتفقنا على أن وحدة البلد وتحقيق السلام هي واحدة من قضايا الحوار بالإضافة إلى الاقتصاد والعلاقات الخارجية، وهي كيف يحكم السودان؟ والهوية، وهذه القضايا وضعنا لها خارطة الطريق التي أجيزت وكان هذا مشترك لكل القوى والأحزاب بما فيها الأحزاب التي اتخذت قرارها بتعليق الحوار، كانت لها مساهماتها الفاعلة جداً في إجازة خارطة الطريق، وأعددنا التقرير النهائي لانطلاق الحوار. وطبعناه كلنا مع بعض ولكن للأسف الشديد أن بعض القوى السياسية لأسباب لا أريد أن أشرحها من أجل الحفاظ على علاقتنا مع الآخرين.
قررت أن تجر هذا التجمع إلى موقف لا يشبه الموقف الكلي الذي اتخذناه مع بعضنا البعض، ونحن نعلم معوقات الحوار وعارفين إشكاليات الحوار ونعلم كذلك البيئة التي يدور فيها الحوار، كل ذلك ندركه منذ اليوم الأول الذي اتخذنا فيه قرارنا بالمشاركة في الحوار، كان معلوماً لنا أزمة الحريات في البلد والحرب الدائرة وأزمة المؤسسات والطريقة التي تحكم بها البلد، كل ذلك معلوم بالنسبة لنا، واتخذنا موقفاً بالدخول في الحوار للانحياز للقضايا الأساسية التي يطرحها الشعب السوداني). وتناول “كمال عمر بالعرض النسيج الاجتماعي في السودان والأزمات التي خلقتها ثورات الربيع العربي. وأضاف بالقول: (لكل ذلك قدرنا أن نستمر في مشروع الحوار واجتهدنا أن نجمع معنا – منبر السلام العادل وحركة الإصلاح الآن والحزب العربي الاشتراكي الناصري – ولكن هذه المسألة استحالت، ولذلك ما يقارب (14) حزب أخذوا موقفاً واحداً بالانحياز لقضية الحوار من دون شروط، ونحن اجتمعنا أكثر من (3) اجتماعات وكنا نأمل أن تغير (5) أحزاب هي موقفها بخصوص الحوار المشروط). وأشار “كمال عمر” إلى تصور للوصول إلى الحركات المسلحة وقوى المجتمع المدني لحل أزمات البلاد من خلال الحوار والوصول إلى نهايات للمشاكل.
وكشف “كمال عمر” مساعي لتجمع الأحزاب المعارضة المحاورة من أجل قضايا المعتقلين السياسيين وأبرزهم “فاروق أبو عيسى” و”أمين مكي المدني” و”فرح العقار. وقال: (اتصلت بالنائب العام لترتيب زيارة لممثلين لآلية (7 + 7) ليلتقوا بالمعتقلين ولدينا طلب نقدمه قبل انطلاق مسيرة الحوار الوطني لرئاسة الجمهورية، وللنائب العام بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ونحن نريد بانطلاق الحوار خلال أسبوع بعد أن أكملنا الاتصال بـ(50) شخصية ورؤساء (6) لجان، والحوار لا يكتمل بشكله الإجرائي إلا بإطلاق سراح المحكومين ونتحرك في كل القضايا الأساسية ومن ضمنها إيقاف الحرب، وإن شاء الله ستسمعون عنها جديداً).
بيان تجمع الأحزاب المعارضة المحاورة:
قرأ رئيس حزب الشعب القومي “عثمان أبو المجد” بيان الأحزاب المشاركة في الحوار:
وجاء فيه:
إيماناً منا بوحدة الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته وتأكيداً لمبدأ العدل والمساواة في المشاركة الفاعلة لجميع قطاعات الشعب السوداني في رسم خارطة طريق تؤدي إلى حل جميع قضايا السودان في حوار جامع شامل لا يستثنى أحداً ولا يحجر التعبير والجهر بالرأي لأحد، وتعزيز لإنجاح الحوار الوطني الذي أعلنه رئيس الجمهورية في 27 يناير 2014م، بمحاوره الست، وتناولت أحزاب تحالف القوى الوطنية المعارضة المحاورة للمشاركة في الحوار الوطني ودعمه للوصول إلى غايات وأهداف تخرج الوطن مما يعانيه من تحديات وعقبات ومهددات جمة تهدد ببقائه ككيان واحد، وشارك تحالف أحزاب القوى الوطنية المحاورة بسبعة أعضاء يمثلون المعارضة مكملين للسبعة الأخرى الممثلة لأحزاب حكومة الوحدة الوطنية، تواصلت اجتماعات هذه المجموعة محققة نتائج طيبة تمثلت في وضع خارطة الطريق للحوار الوطني التي تمت إجازتها من قبل الجمعية العمومية للحوار الوطني وكذلك اتفاق أديس أبابا والعمل على تهيئة المناخ لاستقطاب جميع الفرقاء السودانيين لحضور الحوار بتفعيل وطرق جميع الأبواب داخلياً وخارجياً لتحقيق ذلك.
وفي خضم هذه الجهود الجبارة خرجت علينا مجموعة أحزاب محسوبة على تجمع أحزاب المعارضة المحاورة وأصدرت بياناً علق بموجبه الحوار الوطني بشروط تعتبر جزء كبير منها ضمن المحاور الأساسية للحوار الوطني، وقد سعينا لإثناء الأحزاب التي تمسكت بهذه الشروط أملاً في الوصول إلى حل يمكننا من الاستمرار في تحقيق بنيات الحوار وصولاً إلى انطلاقة إلى رحاب أوسع ولكن هيهات، فقد تمترس البعض خلف آرائه وقراراته، وعليه نحن الغالبية من أحزاب القوى الوطنية المعارضة المحاورة نؤكد ونؤمن استمراريتنا ومواصلتنا في الحوار الوطني الذي نعتبره هدفاً إستراتيجياً يخرج البلاد من كبوته وأملاً في الوصول إلى الغايات والأهداف التي نأمل أن تكون خيراً وبركة تؤدي للسلام الشامل الدائم وتحقيق الوحدة لوطنية والرخاء والرفاه للمواطن في ظل عقيدة المواطنة أساساً للحقوق والواجبات وكشف البيان عن إصدار التجمع لعدة قرارات من ضمنها استكمال آلية (7+7) في (3) مقاعد بعد اختيارهم من قبل الجمعية العمومية لأحزاب التحالف التي انعقدت في الثالث من فبراير وتم اختيار اللواء “عمران يحيى يونس” و”عثمان أبو المجد” و”الأمين محمود محمد عثمان”.
“كمال عمر” وجروح المعارضة:
فتح الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر” الفرصة لوسائل الإعلام لتوجيه الأسئلة. وأشار قبلها بأنه لا يريد أن يفتح الجراح بعد أن طالتهم الاتهامات من قبل قيادات الإصلاح الآن منبر السلام العادل بأنهم أحزاب (فكة) يرتمون في أحضان النظام. وقال “كمال”: (استبان الأمر تماماً، هنالك (4) أحزاب لا أريد أن اسميها وهي مترددة في موقفها لأنها اتخذت قرارات منفردة بأن يرجع كل حزب لمؤسساته عشان يوافق على دعوة الجمعية العمومية للحوار القادمة من عدمها، نحن نعتقد أن ظروف الحرب الموجودة وفي ظل انعدام أي أفق سياسي للحل لابد أن نستمر في الحوار من أجل إيجاد الحل الشامل رغم التحديات التي تواجهنا ونحن لا نقبل بالحلول الدولية لقضايا السودان، وكلنا اتفقنا على أن قضايانا لا يحلها “ثابو أمبيكي” لأنه ليس رقيب علينا).
ولم ينس “كمال عمر” أن يذكر الحضور بمواقف حركة الإصلاح الآن وزعيمها “غازي صلاح الدين” على الرغم من أنه لم يذكرهم بالاسم صراحة واستدعى من التاريخ موقف “غازي صلاح الدين” عندما كان وزيراً للإعلام يهاجم قيادات الشعبي بعد توقيعها لمذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية. وقال كمال: (المصلحة العامة للاستقرار السياسي بالبلد تقتضي وقف إجراءات الاتهام في مواجهة رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي” تقيف الآن قبل بكرة، ونحن في المرحلة القادمة لا نريد أن نعزل أحد من المشاركة في الحوار الوطني ونسعى لتهيئة المناخ لأننا جسم فاعل في الحوار ونحن لسنا أحزاب (فكة)، وبخصوص تأثير خروج حركة الإصلاح الآن ومنبر السالم العادل في الحوار نحن سنسعى للكل وليس لدينا عداء شخصي مع زول، وسنتصل بتحالف قوى الإجماع الوطني ومنبر السلام وحركة الإصلاح الآن من أجل المصلحة العامة وأي زول متوتر نسعى لتهدئته، ونحن ما عندنا حاجة شخصية معاهم).
منبر دارفور يكشف عن التحاق حركات بالحوار:
قال أحد قيادات منبر دارفور “عمار زكريا” أن (3) حركات مسلحة ستنضم للحوار الوطني بعد جهود بذلها الرئيس التشادي “إدريس دبي” معهم. وأضاف “عمار”: (هنالك (3) حركات وافقت على عملية الحوار من دون شروط مسبقة وهي حركة تحرير السودان جناح “أبو القاسم إمام” بعد انشقاقه من حركة “عبد الواحد محمد نور”، وهو الآن في تشاد وحركة تحرير السودان جناح “علي كاربينو” بقيادة “الطاهر حجر” حركة تحرير السودان قيادة الوحدة بقيادة “عبد الله يحيى” وهم الآن يسعون للتوحد تحت مظلة حركة واحدة للالتحاق بالحوار، والرئيس التشادي هو الذي رتب هذه المسألة؟)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية