ولنا رأي

بروفيسور "مأمون حميدة" ظاهرة تحتاج إلى دراسة!!

الدكتور “مأمون حميدة” وزير الصحة الولائي تعرض لهجمة شرسة من الأطباء والاختصاصيين والإعلام، ولكن كل الهجوم الذي وجه ضده بسبب مستشفى الخرطوم لم يحرك فيه قيد أنملة، بل ربما زاده قوة ومناعة ضد هذا الهجوم.. لقد ظل “مأمون حميدة” ماضياً في سياساته بنقل أو تفكيك مستشفى الخرطوم ونقل فروعها إلى الأماكن الأقرب إلى المواطن بالأحياء السكنية.
الدكتور “مأمون حميدة” يمتاز بالبساطة ويعمل على تنفيذ ما يراه مناسباً بدون تشنج أو استغلال الإعلام لمصلحته أو لمصلحة الغرض الذي يقدم من أجله كما نلاحظ لدى الكثيرين من التنفيذيين الذين يحاولون تسخير الإعلام لمصلحتهم.. لقد اختلف البروفيسور “مأمون حميدة” في وقت سابق مع البروف “إبراهيم أحمد عمر” وزير التعليم العالي الأسبق، ووقتها الدكتور “مأمون حميدة” كان مديراً لجامعة الخرطوم، اختلف الرجلان حول سياسة التعريب.. وأنا لا أملك التفاصيل الكاملة حول ذلك، لكن بروفيسور “مأمون” أصر على رأيه، الذي وقتها لم يعجب البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” فتمت إقالته ويا لها من إقالة وليت كل الذين تتم إقالتهم يتخذون مواقف لمصلحتهم، فبدلاً عن وضع اليد على الخد أو تهزمه تلك القرارات تكون بالنسبة له دافع وطموح لتنفيذ أشياء كان يرغب في تنفيذها لو كان يملك تلك المؤسسة أو ذاك المكان.. البروفيسور “مأمون حميدة” ما أن خرج من جامعة الخرطوم حتى فكر في إنشاء صرح يخلد به اسمه ويحقق من خلاله كل طموحاته، وذهب إلى أهله وأبناء عمومته واستشارهم في تأسيس صرح علمي يشابه جامعة الخرطوم أو أفضل منها، فوضع بروفيسور “مأمون حميدة” يده فوق أيدي أبناء عمومته وقدم كل واحد مبلغاً محدداً من المال وبدأ مشروع كلية العلوم والتكنولوجيا قبل أن تصبح جامعة العلوم الطبية.. بدأ خطواته ثابتاً وواثقاً من نفسه، كانت الأرض جرداء التي أنشأ عليها صرحه العلمي، وبدأ بكلية تطورت إلى كليات واستجلب لها الأطباء من الخارج لامتحانات الطلبة.. نجحت الجامعة فأنشأ مستشفى، ثم مستشفى (الزيتونة)، وهو أيضاً إضافة حقيقية للحقل الطبي.
لم تفتر عزيمة الرجل ولم تهزه الحملات الصحفية، وسار في مشروع نقل المستشفيات إلى المواطنين بأماكنهم.. حقيقة أن ما يقوم به بروفيسور “مأمون حميدة” عين العقل، فلا يعقل أن يأتي شخص لدغته حية أو تعرض للدغة عقرب أو أصيب بحمى أو غيرها من الأمراض التي تحتاج إلى علاج سريع لا يعقل أن يقطع هذا المريض الفيافي ليصل إلى مستشفى الخرطوم.
في كل الدنيا المدارس والمستشفيات وكل الخدمات تكون أقرب إلى المواطن إلا في السودان، وإذا كانت هناك أخطاء لتلك المستشفيات لافتقارها للكوادر الطبية المؤهلة أو الاختصاصيين يمكن حلها بكل سهولة طالما المستشفى مشيد على طراز راقٍ وأقرب إلى المواطن.
أن البروفيسور “مأمون حميدة” وما يقوم به من عمل في مجال الحقل الطبي وما يواجهه من نقد ستظهر نتائجه قريباً للمواطن وسيعلمون أن ما كان يقوم به هو عين العقل.. بروفيسور “مأمون” حقاً حالة تحتاج إلى دراسة وبحث.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية