الذهب هل بديل للبترول؟!
بعد انفصال الجنوب وخروج البترول نهائياً من ميزانية الدولة في الشمال كان الأوفق أن تتجه الدولة إلى الزراعة باعتبار أن السودان أصلاً دولة زراعية وظلت تعتمد ميزانيتها طوال الأعوام السابقة على الزراعة قبل أن يدخل البترول، فالزراعة تدر عملات صعبة كالقطن والصمغ العربي والقمح وحب البطيخ والسمسم وغيرها من المواد الزراعية التي كانت أساس الاقتصاد السوداني، إلا أننا بعد خروج البترول أغفلنا الزراعة، ووهبنا المولى مورداً جديداً لم يكن في الحسبان لا للمواطن ولا للدولة ألا وهو الذهب وبدون أي مقدمات ظهر الذهب كمورد جديد وبديل للبترول. واستطاعت وزارة المعادن أن تضع خطة للاستفادة من الذهب الذي يتم تعدينه بواسطة التعدين الأهلي، وأنتج التعدين الأهلي كميات كبيرة من الذهب.
وزارة المعادن أقامت أمس لقاءً تفاكرياً بين الوزير الدكتور “أحمد محمد صادق الكاروري” وعدد من أجهزة الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، ولبى الدعوة عدد من رؤساء التحرير والصحفيين. الوزير استعرض خطة الوزير خلال الأعوام السابقة وكميات الذهب المنتج منذ العام 2012م وحتى 2014م. حديث الوزير فيه بشريات للشعب السودان وللخزينة العامة لأن إنتاج الذهب التقليدي أو الذي تشارك فيه الشركات في تصاعد سنوياً، وبلغ الإنتاج خلال العام 2014م (73,3) طناً، بينما كان الإنتاج في الأعوام السابقة ما بين (34) إلى (50) طناً. الوزير لم يفصح عن البشريات الكبيرة التي ينتظرها الوطن، وقال سيتم الإعلان عنها في حينها ولكنه تحدث من خلال التقرير السنوي بالأرقام عن ما تم إنتاجه من ذهب عبر الإنتاج التقليدي أو عبر الشركات، وتحدث عن المعامل الجديدة التي ستدخل في إنتاج الذهب وتفعيل القانون الذي يضمن الحقوق كافة للدولة وللمواطنين وللشركات. وقال إن القانون القديم سيتم تحديثه أو تعديله بعد أن رفع إلى مجلس الوزراء وتمت إجازته ومن ثم سيرفع إلى المجلس الوطني.
السيد الوزير أكد أن الذهب أحدث تحولاً كبيراً في حياة الناس. وقال انظروا إلى سكان أبو حمد والعبيدية، أنظروا إلى حياة الناس كيف غيرها هذا الذهب، تغيرت المنازل وركب المواطنون سيارات فارهة وكلها بفضل الذهب وهذا يعني أن الذهب لم يقل في أهميته عن البترول الذي أحدث أيضاً تحولاً كبيراً في المجتمع والدولة خاصة في البنية التحتية الطرق وخدمات المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات التي ساهم البترول فيها، وكذلك الذهب ويتوقع خلال الأعوام القامة ومن خلال التقنيات الحديثة والدراسات التي وضعت أن يكون إنتاج الذهب أفضل عن الأعوام السابقة وهذا سيساعد في ميزانية الدولة وسيحدث نقلة كبيرة في المجتمع.
السيد الوزير لم يغفل المعادن الأخرى كالحديد والفوسفات والمانجنيز والنحاس وغيرها من المعادن الموجودة في باطن الأرض. وقال هناك دراسات وضعت تؤكد أن إنتاج الذهب سيصل إلى مائة وأربعين طناً و(300) طن من النحاس و(700) ألف طن من الزنك، وقال إن الإنتاج سيصل إلى سبعة عشر مليار دولار بسعر اليوم وفي موقفين من الوزير بشر وسوف ننتظر تلك البشارة.