ولنا رأي

هوى الرئاسة..!!

استهوى عدد كبير من أبناء الشعب السوداني الترشّح للرئاسة في انتخابات 2015م، فما أن أعلنت المفوضية القومية للانتخابات عن فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية حتى تدافع عدد من المواطنين والمواطنات طالبين ترشيح أنفسهم لهذا المنصب الرفيع.. فالمفوضية القومية للانتخابات من خلال قانونها وضعت شروطاً وضوابط لكل من يرغب في ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية إن كان داخل حزب أو مستقلاً.. وكل الشروط الموضوعة لذلك لم تكن تعجيزية من حيث العمر وهو أن يكون بالغاً من العمر أربعين عاماً.. وهذا الشرط يمكن أن يكون سهلاً ويتوفر في كل من يرغب في الترشح لهذا المنصب العالي، إلا أن المفوضية أغفلت بعض الشروط، فمنصب رئيس الجمهورية ذو هيبة وجلال ولا يمكن أن يأتي شخص متسخ الملابس ليس له أي فهم أو منطق ويطلب أن يحكم هذا الوطن.. لكن أصبح أي شخص تأتيه فكرة الترشح يذهب ويحصل على الأورنيك الخاص من المسؤولين بالمفوضين.. البعض قالها بالفم المليان (ما عندنا عشرة آلاف جنيه رسوم التقديم لهذا المنصب).. وآخرون قالوا (لن نستطيع جمع 15 ألف توقيع تزكية من المواطنين من 18 ولاية)، وهذه من ضمن الشروط المطلوبة في مرشح الرئاسة، فإذا لم يستطع الشخص توفير مبلغ العشرة آلاف جنيه ولم يستطع جمع خمسة عشر ألف توقيع فكيف يريد أن يفوز بهذا المنصب الرفيع؟ ومن هم الذين سيصوتون له؟ وكيف سيحكم البلاد وهو لم تتوفر له أبجديات الترشح؟!
فإذا كان هذا منطق هؤلاء الذين سحبوا استمارات الترشيح فهذا يعني أن الشعب السوداني بأكمله يريد أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ومن حق أي إنسان أو مواطن أن يحلم بحكم البلاد طالما الشروط ميسرة.. بالتأكيد أن الذين تقدموا الآن لسحب استمارات الترشح وهم يعلمون بعدم حصولهم على أي أصوات تؤهلهم لمنصب رئيس الجمهورية، فالهدف إما أن يكون مطلباً مالياً وهؤلاء لهم خطة إستراتيجية ويعلمون أن الإنقاذ ستطلب منهم التنازل عن الترشح مقابل مبلغ مالي محدد، ومن هذا المنطق تقدموا.. وإما أن هؤلاء يريدون أن يلفتوا نظر المجتمع السوداني إليهم بأنهم مرشحون لمنصب رئيس الجمهورية وتصورهم الصحف وتكتب عنهم (وما خسرانين شيء) إذا حصلوا على المال خير وبركة وإذا حصلوا على الشهرة أبرك وخير.. لكن بالنظر إلى هيئة بعض الذين رأيناهم فهم لا يصلحون أن يكونوا وزراء ناهيك عن رئيس جمهورية.. لذا يجب على المفوضية القومية للانتخابات أن تضع شروطاً تحترم فيها منصب رئيس الجمهورية، ولا تجعل الباب مفتوحاً كل من هبّ ودبّ يريد أن يصبح رئيس جمهورية، خاصة وأن أولئك ممن يريدون أن يأتوا عن طريق الانتخابات لا يملكون عشرة أشخاص لتزكيتهم، فكيف يحصلون على (15) ألف شخص؟؟ يجب عدم التلاعب بمنصب رئيس الجمهورية وأن تكون الشروط قاسية وليست مرنة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية