من أضر بالمسلمين في أوروبا..؟!
هل الاعتداءات التي تُنفّذ من قبل بعض المسلمين على اليهود في إسرائيل أو ألمانيا أو باريس أو أية منطقة من مناطق العالم هي في مصلحة الإسلام والمسلمين؟ أم في ضررهم؟ بالتأكيد الدعوة إلى الإسلام لا بد أن تكون بالمنطق ومقارعة الحجة بالحجة، وعمليات القتل العشوائي لأصحاب الديانات المختلفة فيها ضرر شديد على دين الإسلام، ودين الرحمة والمحبة.
في اليومين الماضيين نفذ اثنان من الشباب اعتداءً على إحدى المجلات أو الصحف الفرنسية التي يطلق عليها (شارلي إيدو)، قتل فيها ما يقارب الاثني عشر من صحفييها باعتبار أن المجلة أو الصحيفة أساءت إلى رسولنا الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم”، وهي تسخر دائماً من المسلمين ومن النبي “صلى الله عليه وسلم”.
إن الرسول “صلى الله عليه وسلم” جاء إلى هذه البشرية، وقد واجه في بداية الدعوة الإسلامية، والمسلمون الذي تركوا دين آبائهم واعتنقوا دين الإسلام، اعتداء من اليهود ومن كفار قريش وذاق أشد ألوان العذاب منهم، ورغم ذلك كان رحيماً بأولئك وقد غفر للكثيرين.. ولا ننسى أهل الطائف الذين حاولوا قتله فنزل عليه “جبريل” وقال رسولنا لو طلب أن يطبق عليهم الأخشبين لفعل، لكن لأن رسولنا الكريم يريد أن يخرج من أصلاب أولئك من يقف مدافعاً عن الإسلام والمسلمين، فقد عفا عنهم، وحتى كبار قريش عادوا إلى رشدهم ودخلوا في الإسلام، ولو أراد الرسول “صلى الله عليه وسلم” وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يقضي على تلك الأمة في ثوانٍ لقضى عليها، لكن رحمة الله واسعة، وكم من ملحد أو كافر هداه الله إلى الإسلام وأصبح من كبار الدعاة.
الدين الإسلامي لا يدعو إلى استخدام العنف، بل أن يقارع أولئك المشركين والملحدين الحجة بالحجة، فكم من كافر في ديار الغرب أسلم دون أن يمارس عليه أي نوع من الضغوط، بل هداه المولى عزّ وجلّ إلى هذا الدين الحنيف.. لذا فالذين يحاولون الآن تشويه صورة الإسلام والمسلمين بالأفعال الفردية ينبغي أن يعلموا أن الدين الإسلامي دين رحمة وليس دين قتل.
إن المسلمين يحاولون الانتصار لحبيبنا ونبينا محمد “صلى الله عليه وسلم” حينما يتجرأ أولئك الفسقة عليه بتلك الرسوم التي تحط من قدرهم وليس من قدر رسولنا الكريم.
لقد بدأ العقلاء من المسلمين نشر الدين الإسلامي بأوروبا، والإسلام يسير بخطى ثابتة فيها، بعد أن عرف الغافلون منهم حقيقة الدين الإسلامي، فالشباب الذين يقومون بالدعوة في أوروبا يتبعون الأسلوب الذي حثنا عليه نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم”، وكما قال له المولى عزّ وجلّ: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).. فالدين الإسلامي دين يسر، والدعوة إليه تتم باللين وليس العنف، لأن العنف يولد العنف، وما قام به أولئك الشباب من عمليات قتل سيتضرر منه عدد كبير من المسلمين في أوروبا.. وإذا كان هناك متعنتون من المسلمين فهناك منفلتون من اليهود وأصحاب الديانات الأخرى سينتقمون لبني جلدتهم.. لذا لا بد أن نحكّم العقل قبل اتخاذ أية خطوة تجاه معتنقي الديانات الأخرى.