غداً البروفة لاكتساح "البشير" لانتخابات 2015م
أجرت مفوضية الانتخابات أمس الأول (الخميس) بروفة لإجراءات الترشيح لرئاسة الجمهورية والمرأة والأحزاب السياسية للمجلس الوطني.
الترتيب كان في غاية الدقة بقاعة الصداقة التي تعتبر المقر الرئيسي لتسليم أوراق المرشحين، واستقبال المناديب وجمهور المتضامنين من المرشح أو المرشحين. انتخابات 2015م تختلف عن انتخابات 2010م، خاصة فيما يتعلق بتهيئة المناخ الملائم لاستقبال المرشحين ووفودهم، ففي انتخابات 2010م كانت المفوضية تستقبل المرشحين ووفودهم في مكان ضيق، حتى اضطرت المفوضية عند استقبال مرشحي الأحزاب السياسية للرئاسة، اضطرت أن تستعين بالشرطة وشرطة المرور وعربات النجدة نظراً لضيق المكان وكثافة وفود المرشحين، خاصة عندما جاء وفد رئيس الجمهورية ووفد “الصادق المهدي” و”ياسر سعيد عرمان”، فقد أغلق الطريق تماماً وجاء منسوبو الحركة الشعبية ومؤيدو “ياسر عرمان” بكميات ضخمة، ولكن عودنا الشعب السوداني دائماً أنه منضبط جداً ورغم كثافة تلك الوفود لم تحدث اضطرابات أو مشاجرات بين المرشحين المختلفين، وحتى المفوضية كانت ماسكة الرسن وقمة في الانضباط والتهذيب ولم تمل لطرف ضد الطرف الآخر. المرشحون جميعاً كانوا عندها سواسية، نفس الاستقبال الذي تم لوفد رئيس الجمهورية ثم لوفد “الصادق المهدي” و”ياسر عرمان” و”عبد الله دينق نيال”، قدمت المياه والبلح والفول والمكسرات بالتساوي مما يؤكد حيادية المفوضية آنذاك، واليوم المفوضية اختارت مكاناً أفضل أكثر أمناً وآمن لاستقبال المرشحين الذين سيبدون التقاطر على قاعة الصداقة مقر استقبال المرشحين، وسيبدأ يوم غدٍ (الأحد) استقبال المرشحين. وأعلن المؤتمر الوطني أنه سيقدم أوراق مرشحه لرئاسة الجمهورية المشير “عمر البشير” في موكب مهيب يتقدمه رجال الطرق الصوفية وقيادات المؤتمر الوطني، وحتى الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) سيكون ضمن وفد رئيس الجمهورية، حسب ما ذكرت الصحف عن خبر منسوب لمولانا “الميرغني” والذي كلف بموجبه الأستاذ “أحمد سعد عمر” ليكون داعماً لرئيس الجمهورية ضمن حملته.
حتى الآن لم يعلن أي مرشح لرئاسة الجمهورية بصورة رسمية عدا الرئيس “البشير”، ولكن بعض المعلومات أفادت أن الدكتورة “فاطمة عبد المحمود” ستكون ضمن المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية. وسبق أن ترشحت في انتخابات 2010م لنفس المنصب وحصلت على أصوات قليلة، لا ندري هل فعلاً دكتورة “فاطمة” جادة الآن لخوض انتخابات الرئاسة أم أنها اكتفت بالانتخابات السابقة. وكذلك لم يعلن حتى الآن لا “مبارك الفاضل” ولا “منير شيخ الدين” ولا “محمد محمد جحا” ولا “كامل إدريس” ولا المرشحون السابقون الذين خاضوا انتخابات 2010م لمنصب الرئاسة أعلنوا خوض هذه الانتخابات، إن الوفد الذي سيأتي يوم غدٍ لقاعة الصداقة مع وفد رئيس الجمهورية سيكون وفد البروفة لاكتساح “البشير” الانتخابات بدون منافس، في ظل المقاطعة من قبل الأحزاب المنافسة الكبيرة الأمة والشعبي.
إن حلاوة الانتخابات في المنافسة، ولكن المؤتمر الوطني أرادها هكذا والأحزاب أيضاً أرادتها هكذا بمقاطعتها.