المؤتمر الوطني يعيد حرسه القديم بالانتخابات..!!
لم تكن مفاجأة حينما أعلن المؤتمر الوطني قائمة مرشحيه للدوائر المختلفة وعاد الحرس القديم دكتور “عوض الجاز” وشيخ “علي” ود.”نافع” والبروفيسور “إبراهيم غندور” و”عبد الباسط سبدرات” والعديد من الأسماء المضمون نجاحها في انتخابات 2015م.
عندما أعلن المؤتمر الوطني في وقت سابق أن يحل الشباب مكان الشيوخ كثير من الناس كانوا يعلمون أن تنازل الحرس القديم لبعض الشباب هي لعبة يلعبها المؤتمر الوطني، فخرج الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق فحل بديلاً عنه الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، وخرج الدكتور “نافع علي نافع” مساعد رئيس الجمهورية وحل بديلاً عنه البروفيسور “إبراهيم غندور” وخرج الدكتور “عوض الجاز” وحل بديلاً عنه الباشمهندس “مكاوي محمد عوض” ودخل الأستاذ “ياسر يوسف” و”حامد ممتاز” وعدد من الشباب، ولكن المواطن العادي أو البسيط كان يردد أن خروج الحرس القديم هي لعبة يلعبها المؤتمر الوطني ليؤكد للكافة أن الشباب هو أمل المستقبل، لا بد من إشراكه في السلطة، ولكن تأكد أن الخبرة لها دور كبير في تسيير دفه الحكم فليس من العقل أو المنطق أن يظل شخص خمسة وعشرين عاماً طاف البلاد طولاً وعرضاً واكتسب من الخبرات وتشبع بها ومن ثم يطلب منه التنحي عن الكرسي لشاب لم يتمرس في ميادين السياسة بصورة كافية وتطالبه أن يحقق نجاحات في المقاعد التي أجلسته عليها، فمنذ أن خرج الأستاذ “كمال عبد اللطيف” وزير المعادن من الوزارة أصبحت وزارة المعادن غائبة تماماً عن الساحة المعلوماتية، فالأستاذ “كمال” كان شعلة من النشاط يبتكر الجديد ويذهب إلى أقاصي الدنيا للبحث عن الذهب والمعادن الأخرى، كان حاضراً في كل مكان وللأمانة فقد عايشنا الرجل فترة من الزمن وعرفناه عن قرب، فكان من الأفضل للإنقاذ أن تبقي عليه لأن فترة وجوده داخل الوزارة حققت للدولة ما لم تحققه وزارة أخرى خاصة وأن الدولة فقدت مورداً اقتصادياً مهاماً ألا وهو البترول، فالذهب غطى جزءاً من إنتاج البترول ورفد خزينة الدولة بمبالغ مالية ضخمة، وكذلك الدكتور عوض الجاز وزير الطاقة كان أكثر وزراء الإنقاذ نشاطاً وكتب اسمه بمداد من نور في الاقتصاد السوداني ويرجع له الفضل في تفجير ثورة البترول وكان لا ينام الليل، جاب كل مناطق البترول ويعرفها بئراً بئراً ويعرف معظم العاملين فيها، ولذلك خروجه من الوزارة كان خطأ كبيراً وقعت فيه الإنقاذ، وفي غيابه غابت وزارة الطاقة تماماً كما غابت وزارة المعادن، وكذلك الشيخ “الزبير أحمد الحسن” وزير المالية وكثير من الوزراء الذي شربوا العمل السياسي.
إن عودة الحرس القديم عبر صناديق الاقتراع من جديد هو اعتراف بأماكنهم التي مازالت شاغرة وإن كان هناك من يشغلها.
ظل الإمام “الصادق المهدي” والشيخ “حسن الترابي” ومولانا “محمد عثمان الميرغني” يشغلون منصب الزعيم لأكثر من خمسين عاماً لم يظهر شاب إلى الآن يملأ الفراغ ولم يقم أولئك الزعماء بتدريب من يخلفهم من الشباب.. لذا من حق المؤتمر الوطني أن يعيد حرسه القديم لمواجهة المرحلة المقبلة.