البروف .. عشرة على عشرة
حرصت ظهر الأمس على حضور المؤتمر الصحفي للبروفيسور “إبراهيم غندور” نائب رئيس المؤتمر الوطني، وذهبت إلى قاعة الشهيد “الزبير” وكما توقعت لم يكن من مكان للوقوف ناهيك عن الجلوس وعلى غير العادة انطلق المؤتمر الصحفي في مواعيده المعلنة ومضى بسلاسة ليطرح “غندور” بلسان مبين وإفصاح مبهر تفاصيل عملية حزبه بشان إعلان أسماء مرشحي المؤتمر الوطني لكافة الدوائر الجغرافية ودوائر التمثيل الحزبي والمرأة، لخوض الانتخابات العامة بالبلاد المنتظر قيامها أبريل القادم. “غندور” قدم باستضافة غير مملة إفادات حول اختيار أربعة آلاف مرشح من مختلف الولايات والتنافس على (426) مقعداً على المستوى الاتحادي والولائي وهو الاختيار الذي تم من بين (65) ألفاً من الكوادر والقيادات الحزبية بمعايير تحاشت العصبية والقبلية، وتمرحلت من خلال مراجعات حزبية داخلية حتى وصلت الى منصة الإعلان للرأي العام.
المؤتمر الصحفى لنائب رئيس المؤتمر أكد المؤكد، وهو أن هناك سياسيين لهم قدرات على التواصل مع الإعلام والنقل للناس أفضل من الآخرين، والبروف “غندور” نجح بشكل لافت في تقديم عرض محترم وبموضوعية عالية لكثير من مواقف حزبه، ومما لا أشك فيه أن إفادات الرجل وشروحاته الوافية تعتبر حتى الآن العرض الأقوى لصالح قيام الانتخابات ولو أن كل خطاب هذه المسألة كان قريباً مما رأينا بالأمس فقطعاً فإن الصورة الشائهة للانتخابات التي يحرص البعض على تكريسها ستتحول تماماً إلى الجانب الآخر المساند والمؤيد لانعقادها. وأكاد أؤمن بأن كل من حضر أو تابع المؤتمر الصحفي للسياسي النابه سيخرج وهو أقرب قناعة للعرض العام دون التقيد بالطبع بتأييد المؤتمر الوطني من عدمه.
إن السياسي حينما يحرص على أن يكون محترماً منفتحاً على الآخر، مؤمنا بقضيته يصنع لأفكاره جسراً متماسك القواعد مع الآخرين، ونائب رئيس المؤتمر من هذا النوع من السياسيين فهو لم يحتاج بالأمس لاستخدام أي لغة غير الإقناع والحجة، وحتى حينما بدت بعض الأسئلة من الصحافيين متعسفة ولا تقوم على استفسارات بقدر ما تستبطن اتهامات أتت إجابات البروف لتكون شهادة له ورداً على السائل، صح منه السؤال أم لم يصح. وللحقيقة فقد حق للمؤتمر الوطني أن يفاخر بقيادي بمثل هذا الميزات لشخصية مساعد رئيس الجمهورية ونائبه بالحزب فهو يجمع كما قلت من قبل بين نباهة العالم (البروفسور) وتواضع (ابن البلد) ودهاء أهل الريف وترتيب أولاد المدينة كما أنه شخصية منفتحة تتقبل الآراء دون التوقف عند أقطار منطلقاتها، فكل مبادرة أمامه عين حكمة يطلبها وكل فكرة مناسبة قابلة للتنفيذ لأنه يمنح الآخرين مساحاتهم ولا يختزل معتقد الموقف والحدث في تصوراته الخاصة ويضاف إلى كل هذا روحا سمحة لا تخاشن الآخرين ونفساً صافية تقدر الجميع وتنزلهم منازلهم المستحقة.
على المؤتمر الوطني في الحزب والحكومة منح هذا الرجل كل التفويض وكامله، ما بتجيكم عوجة.