دم الشهيدة "سارة عبد الباقي" يلاحق القاتل الهارب!!
بقلم – عادل عبده
هل يخرج قاتل الشهيدة الدكتور “سارة عبد الباقي” من جحره ليقابل العدالة بعد أن أكدت محكمة الاستئناف في ملحمة قضائية رائعة رفض قرار براءته من محكمة الموضوع وثبوت التهمة الموجهة إليه تحت المادة (130) من القانون الجنائي لعام 1991 (القتل العمد)؟ وهل تعوز المجرم الهارب وخزة الضمير والمراجعة الذاتية الدقيقة التي تقوده إلى الظهور في الهواء الطلق والقيام بتسليم نفسه للسلطات العدلية لملاقاة جزاء ما ارتكبه من جُرم لزهق روح بريئة؟.
الفصل الأسود في القصة المحزنة للشهيدة الدكتور “سارة عبد الباقي” لا يتمثل في الجرم الذي ارتكبه القاتل فقط، بل يتعدى الموقف الخطير بإطلاق سراحه على عجل بعد أن برأته محكمة الموضوع في سابقة غريبة تتنافى مع قيم العدالة وموروثات القضاء في كل مكان التي تكفل حبس المتهم بالقتل حتى الانتهاء من جميع مراحل الاستئناف!! فمن الذي دبر سيناريو الإفراج عن المجرم القاتل بتلك الصورة الكالحة التي ذبحت أحكام العدالة؟ ومن الذي يوفر الحماية للجاني “سامي محمد أحمد” المتهم بقتل الشهيدة “سارة” في يوم 25/9/2013م عندما كانت في منزل عزاء ابن خالها الشهيد “صهيب محمد موسى” بضاحية (الدروشاب)؟.
قال تعالى في الحديث القدسي: (إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، فما بالك بالظلم الذي يتستر على قاتل الروح؟.. إنه أسوأ أنواع الظلم والحيف.. ولا يفلت قاتل النفس البريئة من العقاب والعدالة مهما حاول الهروب والاختباء ومهما توفرت له سبل الحماية والرعاية.. وها هي محكمة الاستئناف المكونة من القضاة “قاسم محمد الخضر” و”عصام محمد إبراهيم” والدكتور “أحمد حمدين”، تضئ العتمة وترد الحق بصدور إلغاء حكم البراءة على المتهم “سامي محمد أحمد” لتجد الجاني خارج أسوار العدالة!.. كان قرار محكمة الاستئناف الصادر في يوم 30/6/2014م مرافعة قانونية وعدلية بليغة ارتكز على دراسة الركن المادي للقضية بعناية فائقة، فضلاً عن تقديم البينات القوية لإفادات جميع شهود الاتهام الذين أكدوا فعل القتل من جانب المتهم، وقد لعب محامي أسرة الشهيدة “سارة” دوراً متعاظماً في الوصول إلى النتائج الإيجابية التي ظهرت في سير القضية، بل طالب بتضمين أمين مخزن السلاح بمنطقة الجريمة كمتهم ثانٍ ورئيس (قسم شرطة الدروشاب جنوب) كمتهم ثالث.
مازالت الاستنتاجات الكثيفة والأقوال الكثيرة تتحدث عن خطل القرار الكارثي لتهريب الجاني من قبضة العدالة.. هل هو سوء كيل أم جهل مفضوح بالقوانين؟ وهل الطابع الإيديولوجي والسياسي يمكن أن يتعارض مع قيم السماء ولوازم الضمير الإنساني؟ لم يعد السكوت ممكناً ولم تعد حبال الصبر ممدودة وقاتل الشهيدة “سارة” يتحرك من مكان إلى مكان كالفأر المسعور خائفاً من أنوار العدالة الكاشفة ومرتعداً من محاسبة القضاء لجريمته النكراء، ولو كان المجرم واثقاً من براءته لقدم نفسه للسلطات!!.. هل الاختفاء يفيد من يقتل النفس البريئة بل إن المتهم “سامي محمد أحمد” يتعذب ألف مرة وهو في مخبئه يرتجف من سهام الحق ويتلوى من حراب المطاردة!!
إن أسرة الشهيدة الدكتورة “سارة عبد الباقي” تناشد السيد رئيس الجمهورية والسيد وزير العدل بالتدخل الفوري لإعمال الوسائل والطرق التي تؤدي إلى القبض على المتهم بقتل ابنتهم وإعادة محاكمته من جديد طبقاً لقرار محكمة الاستئناف.. وكل ظلمٍ إلى زوال.. ويبقى الإثم والحيف معلقاً في الرقاب يوم تسأل كل نفس عما كسبت وكل مسؤول عن ما أضاع وفرط.. (إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها).
أيها المجرم المختبئ تقدم إلى العدالة ولا تنزلق إلى سفح الخطيئة مرة أخرى بالهروب من حكم القصاص ومن يوفر لك الاختباء وعدم الظهور لم يحميك من جبروت وعدالة القوي والديان.. رب العالمين.. فإن دم الشهيدة “سارة” يلاحقك أيها القاتل الهارب..!!