الولاة (السمين بقع والضعيف بقيف)!!
الأطفال حينما يلعبون تلك اللعبة مع أصحابهم (السمين بقع والضعيف بقيف) أحياناً هي محاولة للاستهزاء، بأن الشخص السمين قوته أقل من الشخص الضعيف. وبيت الشعر المعروف الذي يقول استسمنت من به ورم أي أن الشخص المنفوخ لبعض الأشخاص الذين نفختهم الإنقاذ، فظنوا أنهم يملكون كل شيء ولكن هم منفوخون كهذا الشخص الذي عناه الشاعر، أي أنه ليس به شحم لكنه ورم. ولكن ونحن في هذه الأيام ليست عبارة أولئك الأطفال تنطبق على هؤلاء (السمين بقع والضعيف بقيف)، فالولاة الذين يترقبون التعيين من قبل رئيس الجمهورية خلال أيام بعد التعديلات الدستورية، فمن عمل بجهد واجتهاد وخاف المولى عز وجل في عمله، ولم يعمل حتى يقال فلان عمل بقدر ما قاموا بالتكليف الذي تم بموجبه اختيارهم ليكونوا ولاة يعملون من أجل هذا الوطن، في تقديم أفضل الخدمات من تعليم وصحة وطرق ومياه ظلوا يعملون في صمت، ولكن إنجازاتهم تتحدث عنهم لأنها ظاهرة وبائنة للعيان.. فالولاة معظمهم الآن أياديهم في قلوبهم خشية أن يتعداهم الاختيار، لأن قرار رئيس الجمهورية التعيين وليس ترشيحهم من ولاياتهم.
رئيس الجمهورية في حديث سابق له قال إن اختيار الولاة من قبل ولاياتهم لم يكن معافى، بمعنى أن الجهوية والقبلية والمال لعبوا دوراً كبيراً في أن يأتي هذا الوالي أو ذاك، ولكن لا ينطبق الحديث على كل الولاة، فهناك ولاة عملوا بجد واجتهاد. فإذا هبطت الطائرة مطار بور تسودان أو توقف البص السياحي في المدينة، فأول ما يشاهده الزائر ذلك التغيير الكبير الذي حدث بالمدينة، من الانترلوك إلى الكورنيش إلى المواطن نفسه الذي تحول (180) درجة، فإنسان الشرق الآن ليس هو إنسان الشرق القديم، فالأطفال انتظموا في المدارس والآباء بدأوا يعملون والمدينة إذا قارناها بالمدن الساحلية كجدة أو الإسكندرية، فلن تجد هناك اختلافاً كبيراً بينها ومدن تلك الدول.. وكذلك إذا نظرنا إلى ولاية الخرطوم التي أصبحت أم السودان جميعاً نظراً لتدفق أبناء ولايات السودان المختلفة عليها، فإذا كانت مدينة بورتسودان مدينة محدودة فالخرطوم تمددت عشرات المرات كبورتسودان، فالدكتور “عبد الرحمن الخضر” والي الولاية ظل يعمل في صمت ولم توقفه السهام التي وجهت إليه من كل الاتجاهات. الآن هناك عمل كبير يجري داخل الولاية من الانترلوك إلى النظافة إلى الحدائق العامة، فالخرطوم تشهد طفرة ولكن حسب ما ذكرنا فالخرطوم ليست مدينة واحدة بل عشر مدن، لذا الذي يقدم فيها لا يظهر كما المدن الصغيرة.
وفي ظني أن الدكتور “الخضر” ورغم بعض الذلات والهنات التي تحسب عليه ولكنه أفضل الولاة حالياً، ولا أظن السيد الرئيس سوف يتجاوزه في التعيين.