"جلال الدقير" و"السماني الوسيلة" تحالف الانفعالات الداخلية
عادل عبده
الاتحادي الديمقراطي (المسجل) الذي يتباهى بسحر مبادرة الحوار الشعبي الشامل التي أطلقها الشريف “زين العابدين الهندي”، صار الآن يكثف الجهود المضنية، والتحركات الواعية على طريق ترتيب أوضاعه، وإصلاح هياكله، وإزالة الاحتقانات في أحشائه.
فالواضح أن الاتحادي (المسجل) الذي كان له القدح المعلى في بناء مداميك الانفتاح في الساحة السودانية ويفتخر العديد من أعضائه بامتلاك تراث الحركة الاتحادية، تفرض عليهم تلك المعطيات المراجعة الدقيقة وجرد الحسابات والتعمق الشديد في البطارية الحزبية في إطار الاستعدادات الذكية للتغيرات المناخية في المشهد السياسي خلال المستقبل.
بناء على تلك الإشارات الكثيفة هنالك من يتحدث عن وجود علاقة تنسيقية هذه الأيام بين الدكتور “جلال الدقير” و”السماني الوسيلة” ازدادت وتيرتها من زاوية مقابلة التحديات المرتقبة على صعيد الحزب والوطن في الأيام القادمات، والفرضية الواقعية تؤكد بأن عافية الأحزاب تخرج من تماسك العلاقة بين القيادات المؤثرة في باحة الحزب تحسباً من ويلات البوار والانكسار.
والتنسيق بين “جلال” و”السماني” بحسب المصادر المأذونة لا ينطلق من هموم مشتركة ولا يمثل حلقة استقطاب، بل هو استجابة لنداء حزبي في لحظة فاصلة لا تحتمل التأجيل والتسويف تعمل لصالح العضوية الكاملة، وكان الرجلان قبل ذلك شريكين في مواقف كثيرة تمثلت في المشاركة في قطار السلطة والدفاع الثنائي عن توجهات الحزب ورسم الملامح العامة على طريق المؤتمر العام.
يستند الدكتور “جلال الدقير” على كاريزما ساطعة منبعثة من الشخصية الجاذبة والأريحية، واللسان الذرب، بينما يتوكأ “السماني الوسيلة” على منبت كريم شعشعاني، ونجاحات باهرة في التجربة الدستورية، وامتلاك مؤسسة تعليمة فخيمة مفتوحة لأجيال الاتحاديين، وبذلك أمام الاثنين مسؤوليات ضخمة تنطلق من صرخة الضمير في الحزب، والتجاوب مع تطلعات القاعدة، والحرص على قيام مؤتمر عام ديمقراطي النزعة بعيداً عن الطبخة المعلبة، ومعالجة جميع القضايا بحكمة “الأزهري” والشريف “حسين الهندي” وصولاً إلى رد الاعتبار للسفير “أيمن زكريا”.
الحالة التوصيفية للعلاقة الآنية بين “جلال” و”السماني” تمثل تحالف الانفعالات الداخلية، بين الرجلين التي تنطلق من كيمياء متجانسة تلوح على السطح لاعتبارات تلقائية محكومة بالإحساس العميق الذي ينادي بضرورة إنارة الدهليز المظلم، وامتشاق عصا الفوز!!.
كانت المظاهر الإيجابية تتأطر في اكتمال الخطوات التنظيمية على مستوى البناء القاعدي في الأحياء والفرقان، حيث انطلق العمل المكثف على صعيد معظم الولايات، وولاية الخرطوم، بينما شهدت مدينة ود مدني خلال الأيام الفائتة احتفائية هائلة حول هذه الإنجازات في ضيافة الأستاذ “عز العرب حسن إبراهيم” الذي يطلق عليه لقب زعيم الاتحاديين بولاية الجزيرة، وقد قام الدكتور “جلال الدقير” بملء استمارة العضوية هنالك أمام الحضور.
العلاقات التحالفية في القاموس السياسي ليست بدعة ولا خطوة غريبة بل تعتبر من الأشكال السياسية الناضجة ما دامت تزحف على الطريق الذي يداوي الجراحات ويعالج المثالب.. وأحياناً تسود الاستنتاجات الكثيفة والتأويلات الكثيرة عن فحوى هذه العلاقات بدافع الهواجس الموجودة في العقول السياسية لكنها لا تستطيع إيقاف ذلك المد الصحيح.
الكتلة الدماغية والحركية بين “جلال” و”السماني” مشتركة إلى حد كبير، كلاهما لا يحب المفرقعات الصاخبة والمواجهة الغليظة وكسر الجدول، علاوة على ذلك فإن العلاقة بينهما لم تتأثر بإفرازات السحب الداكنة التي تندلق أحياناً.
مهما يكن فإننا أمام مشهد سريالي يستحق التأمل الشفيف..!!