ولنا رأي

حسناً فعل رئيس القضاء!!

حسناً فعل مولانا العالم الجليل الدكتور “حيدر أحمد دفع الله” رئيس القضاء بإصدار قراراً بإحالة البلاغات المتعلقة بقضايا الصحافة والمطبوعات من الجهاز القضائي بولاية الجزيرة إلى الجهاز القضائي بولاية الخرطوم وبموجب ذلك القرار تم إلغاء اختصاص محكمة جنايات مدني العامة بالنظر في قضايا الصحافة والمطبوعات.
لقد عانى الصحفيون من تلك المحاكم وتكبدوا بسببها المشاق بالسفر إلى ولاية الجزيرة قد يصلوا إلى المحكمة صباحاً ولا يجدون القاضي أو ربما تؤجل القضية لعدم وجود رئيس التحرير الذي تقع على عاتقه قضايا النشر ولابد من المثول في أي قضية أمام القاضي المختص بولاية الجزيرة.
إن الصحافة هي مرآة الشعب وتقوم بدور كبير في المجتمع وليس من أهدافها التشهير بالآخرين بقدر ما تعمل على تنوير الرأي العام بما يجري من حوله من أحداث أو كشف مواطن الخلل في الدولة أو في المجتمع، ولكن البعض استغل الصحافة في مآرب أخرى فأضاع وقتها ووقت القضاة الذين يجلسون الساعات الطوال لسماع القضايا المختلفة ابتداءً من الشاكي والمتحري والمتهمين والشهود وتستمر جلسات المحاكم لسنين طويلة نكون قد أهدرنا فيها وقتاً ثميناً للقاضي أولاً الذي يحاول أن يعرف ملابسات القضية أولاً ومن ثم تفنيد كلام الشهود والاستماع إلى قضية الاتهام التي تمتد أحياناً إلى شهور، إن لم تصل إلى سنين وبعد الفراغ منها يبدأ في سماع قضية الدفاع أيضاً بشهودها فتطول القضية وهي ليست قضية واحدة فيومياً القاضي تكون في انتظاره عدة قضايا للنظر فيها ويحاول توخي الدقة والحذر حتى يصدر حكمه متماسكاً يرضي من خلاله العدالة، ولكن بعض الأشخاص الذين يتقدمون بشكواهم إلى النيابات في ظني لا ترقى لتكون قضية مكتملة الأركان، وكما فعل مولانا رئيس القضاء الدكتور “حيدر أحمد دفع الله” نأمل أن نسمع حديثاً من مولانا “محمد بشارة دوسة” وزير العدل بإصدار قرار يطالب بموجبه وكلاء النيابات عدم فتح أي بلاغ لا يرقى لفتحه حتى لا يهدر وقت وكلاء النيابات في قضايا يتم شطبها قبل أن يغادر الشاكي مقر النيابة.
الصحافة ليست مبرأة من الخطأ والصحفيين ليسوا ملائكة فإذا أخطأوا ينبغي أن يعاقبوا ولكن إضاعة وقت رئيس التحرير والقاضي والمحامي في أمور ثانوية يعلمها الشاكي قبل المتهم ينبغي أن بفصل فيها النيابات أولاً قبل أن تبدأ الجرجرة من النيابات حتى المحاكم.
والثناء نقدمه لاتحاد الصحفيين الجديد برئاسة الأستاذ “الصادق الرزيقي” والأمين العام الأستاذ “صلاح عمر الشيخ” بتوصلهم لهذا القرار الذي يخدم الصحافة والصحفيين وهو إنجاز كبير يضاف إلى رصيد الاتحاد العام للصحفيين السودانيين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية