الإذاعات المحلية
التقيت بالأمس مسؤولاً رفيعاً في حكومة ولاية شمال دارفور مسؤولاً عن محلية بأقصى الولاية، بدا الرجل المنسوب للقوات المسلحة وله فيها سابق سبق ومجاهدة بدا مهموماً بأوجاع أهله البسطاء في الإقليم والذين ومع تعرضهم للافتراء من شياطين السياسة ومروجي خرافات جهالات الاغتصاب والتقتيل فإنهم يتعرضون لرسائل مضللة من إعلام محلي نشطت فيه من خارج الحدود دوائر تصنع الكذب وتخرجه خلقاً آخر ضد الحقيقة والصحيح من حيث الحدث والوقائع.
المواطنون سادتي في أجزاء عريضة من دارفور واقعون تحت سيطرة إعلام إذاعات مقارها في هولندا ويوغندا ترسل شواظ الكراهية ومواطنينا عزل إلا من إيمانهم ببلدهم وكريم معتقدهم في حسن خصالهم وانتمائهم لبلد يؤمنون به وإن عز النصير، ولكن هذا قطعاً لن يحصنهم طويلاً لاسيما أن الإعلام هو الرواية الأولى ومن سبق فيه صدق ولو كان كذاباً أشر ثاني عطفه ليضل عن سبيل البيان والتبيين والصراط المستقيم.
ما نقله لي الجنرال الكبير أن أهلنا في أطراف دارفور الشمالية آذانهم مع راديو (دبنقا) و(تلفزيون تشاد)، و(هنا أم درمان) لا يصل بثها وإذاعات (الإف إم) تبث من الخرطوم لأهل الطائف والمنشية ونمرة اتنين، وخير لهم ألا تصلهم لأنها إن وصلت فلن يجدوا فيها إلا صراعات “هيثم مصطفى” والهلال والمريخ وعجمة إذاعة يظن سامعها انها تبث من بيروت من كثرة ترداد (منيح وشو بدك وتقبرني)!!
أما التلفزيون القومي فقد انصرف عنه حتى عماله فما بالك بالمرسل إليهم. إن هذا الواقع يشير ببساطة إلى إشكالات في نطاق التغطية ومضمون الرسالة، وهذا آخر، سيوجد مواطن يتأثر سلباً وإيجاباً بمنتوج جهات تصنع رسالة غير وطنية وقد تدس سموماً في دسم الحديث وحينها لات حين مندم وستكون العاقبة ندامة حينما يتحول مواطنون سودانيون إلى كتلة مستقطبة لصالح جهات تسوقهم لمن تريد وترغب.
إن ناقوس الانتباه يجب أن يدق وعلى الراشدين من مسؤولي الإعلام أخذ مثل هذه الملاحظات بالاعتبار والهمة اللازمين فلم يعد في الوقت متسع لممارسة ترف الجدل والتنظير والأمر فوق ذلك ليس مكلفاً، فمع توسع وتطور أدوات العمل الإعلامي صار بالإمكان إيجاد مليون إذاعة محلية دارفورية تبث من أرض الحدث في نطاق معلوم على حجم الولايات أو المحليات وليس الأمر قاسياً أو مستحيلاً ومثلما يتم الصرف في تلك الولايات بالمليارات لحفظ الأمن، فمن المهم أن يشمل ذلك الإنفاق على مشروعات مضادة لتنقية آذان المواطنين وقناعاتهم.
اللهم قد بلغنا فاشهد.