تقارير

الأجهزة الأمنية تكشف التفاصيل الكاملة لضبطية السلاح لنهر النيل

بحضور قائد الفرقة الثالثة مشاة ومدير شرطة الولاية
شندي – سيف جامع
في حوالي الساعة الثانية والنصف، من ظهيرة يوم الاحد الماضي ضبطت السلطات الأمنية بنهر النيل سيارة بوكس محملة بالاسلحة والذخائر عند الجسر الرابط بين المتمة وشندي حيث اشتبهت السلطات الأمنية في عربة كانت مندفعة وتسير بسرعة جنونية تريد عبور الكوبري لكن سيارة الأمن المرابطة عند مدخل الكوبري من الناحية الغربية اعترضت الطريق سريعاً أمامها، وما أن اقتربت من نقطة الحراسة على الجسر حتى داهمها أفراد الأمن، واستسلم حينها من بالسيارة من غير إبداء أي مقاومة تذكر وكانت المفاجأة وجود كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة كانت مخبأة داخل السيارة (بوكس موديل 2014) وبها شخصان تتراوح أعمارهما ما بين (28) و(34) عاماً.
أدى ضبط كمية من الأسلحة بولاية نهر النيل إلى وجود حالة من الاستغراب والتساؤل حول تزايد ظاهرة تهريب السلاح والاتجار به وانتشاره في الفترة الأخيرة ؟ بجانب الجهة التي جاء منها؟ والغرض من هذه الضبطية  الكبيرة ؟ وأفادت بعض المصادر أن شحنة السلاح كانت قادمة من الحدود مع ليبيا، لكن لم يُعرف إلى من كان يراد توصيلها ومن يشاهد كمية السلاح والمتعلقات الأخرى التي ضبطت معه هل هي بغرض الاتجار أم الاستخدام في لحظة وساعة الصفر لتنفيذ عمل اجرامي ؟ ، خاصة وأن كمية السلاح تبدو مثيرة للريبة والشكوك حول الغرض من تهريبها وحسب إفادات الأجهزة الأمنية فإن الضبطية تكفي لتسليح سرية كاملة من القوات.
ضبط هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة يعدّ إنجازاً كبيراً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، خاصة وأنها ضبطت في منطقة تعدّ من المناطق الآمنة بالسودان، لكن مدير جهاز الأمن والمخابرات بولاية نهر النيل عبد السيد عمر قال في تصريحات للصحفيين ظهيرة أول أمس الاثنين في مقر جهاز الامن بشندي ان قواتهم ظل في حالة استعداد وترقب إلى أن أسفرت تلك الجهود عن إحباط تهريب للسلاح.. ونظراً إلى حجم المهمة قام الجهاز بمقره بشندي بعرض كل الضبطية، ووقفت (المجهر) على المعرض حيث ضم عربة (بوكس) ذات دفع رباعي موديل (2014) وأجهزة أخرى وعبوات (جركانات) بها وقود وملابس تعود لشرق السودان (سروال وصديري).
وأكدت مصادر أن شحنة الأسلحة قادمة من جبل عوينات على الحدود مع ليبيا في طريقها إلى شرق السودان.. وتحوي الضبطية أجهزة اتصال وعربة دفع رباعي وعبوات (جركانات) بها وقود، فيما بدا أفراد الأمن سعداء بانتصارهم، وبكل احترام شرع عدد منهم في شرح نوعية السلاح للزوار.. وتفيد متابعات (المجهر) بأن المتهمين لدى استجوابهما والتحري معهما أقرا بأن شحنة السلاح البالغة (120) قطعة سلاح كلاشنكوف وحوالي (20) قطعة سلاح قرنوف.
حديث المدينة كله يدور حول ضبطية السلاح.. وسرت شائعات بأن هنالك مخططاً تخريبياً يسبق الانتخابات المقبلة، لكن هذه الشائعات بددتها تطمينات مدير الأمن بالولاية “عبد السيد عمر”، حيث شدد على أنهم لن يسمحوا بالعبث بأمن المواطنين، مشيراً إلى أنهم ظلوا يتابعون شحنة الأسلحة هذه منذ شهر تقريباً بعد تواتر معلومات بذلك، ونتيجة لتلك المعلومات قامت السلطات بجهود متضافرة ومتابعة لصيقة، مؤكداً أنهم سيظلون حراساً أمناء لكل النوافذ بالولاية لاستقرارها وقال (نطمئن المواطنين بأن الأسلحة لم تأت للاستخدام في الولاية وإنما عابرة بها)، منوهاً إلى أن المتهمين سيقدمان لمحاكمات عاجلة.
وعدّ “عبد السيد عمر” مدير الأمن بولاية نهر النيل عملية الضبط إنجازاً للقوات الأمنية بالولاية، مشيراً إلى أنها تمت عبر جهود محلية ومركزية ومتابعة دقيقة للجناة، وزاد: (ظللنا نرصد ونتلقى المعلومات طيلة الفترة الماضية ونصبنا لهما كميناً عند الكوبري)، مشيراً إلى أن الجهاز سيظل يرصد كل ما يهدد أمن المواطنين، وقال: (أردنا بذلك أن نرسل رسالة لضعاف النفوس ممن يحاولون الكسب من تلك التجارة)، وأكد أن المتهمين الاثنين سودانيان وقيد التحقيق وهما شبكة من نوع الجريمة المنظمة.
اللواء ركن “إبراهيم محمد إبراهيم” قائد الفرقة الثالثة مشاة والعميد شرطة “نيازي صالح أحمد بدوي” مدير شرطة الولاية بالإنابة زارا المعرض ووقفا على الأسلحة المعروضة، وطالبا بالإسراع في التحقيق وتقديم الجانيين للمحاكمة، وقال اللواء ركن “إبراهيم محمد إبراهيم”: (نطالب جهاز الأمن أن يباشر التحقيق الدقيق في القضية)، بينما قال العميد “نيازي” نائب مدير شرطة الولاية إن الولاية كانت منطقة عبور، ووصف المسألة بالتسلل السيئ.
ويقول مدير جهاز الأمن والمخابرات بمحلية شندي “محمد علي عمر” إن الجانيين اللذين تم القبض عليهما اعترفا أنهما ينتميان لمجموعات معروفة تعمل في تهريب السلاح، مشيراً إلى أنهما كانا تحت المتابعة والمراقبة اللصيقة، حتى تم القبض عليهما وبحوزتهما مضبوطات الأسلحة، وعبّر مدير جهاز الأمن بالولاية “عبد السيد عمر” عن سعادته بما تحقق، مؤكداً حرص الجهاز بمستوياته كافة على أمن وسلامة الوطن واستقرار وطمأنينة مواطنيه.
عملية إحباط تهريب الأسلحة عبر ولاية نهر النيل لم تكن الأولى، حيث سبقتها أخرى العام الماضي وتمكنت السلطات من إحباط تهريب كميات من الأسلحة الخفيفة شملت (61) قطعة بندقية كلاشنكوف و(4) مدافع قرنوف و(56) خزنة كلاشنكوف، وألقت القبض على عدد من المتهمين والمركبات بإحدى الجزر الواقعة بمنطقة الباقير بمحلية الزيداب بولاية نهر النيل.
محلية شندي قامت بعدة تدابير لمواجهة تهريب السلاح عبر الولاية، وأعلن معتمد محلية شندي “حسن عمر الحويج” عن تدابير منها اجتماع عقدته لجنة الأمن بالمحلية، ناقش ثلاثة محاور متمثلة في دعم الأجهزة الشرطية، وإقامة مقار شرطية جديدة في المناطق الحدودية للولاية، ومواجهة ظاهرة السالف التي يقوم بها مجرمون يسرقون ماشية المواطنين ويبتزونهم بمبالغ مالية قبل إرجاعها لهم، وتكررت محاولات تهريب الأسلحة بالبلاد في السنوات الأخيرة، خاصة في ولاية النيل الأبيض والقضارف ونهر النيل. ويمثل السلاح الليبي مهدداً كبيراً للأمن القومي بالسودان عقب سقوط نظام “القذافي”، حيث تسرب عدد كبير من السلاح إلى السودان واستولت بعض الحركات المتمردة على جزء منه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية