ولنا رأي

الناس في شنو وإدارة التلفزيون في شنو؟..!!

المثل السوداني يقول: (الناس في شنو والجماعة ديك في شنو) طبعاً استبعدنا الكلمة الثانية، فإدارة التلفزيون الجديدة بدلاً من أن تعمل على تجميل وجه الصورة في التلفزيون الذي هجره معظم الناس إلى الفضائيات الأخرى تصدر بياناً تطالب فيه المذيعات بعدم لبس ثياب السهرات ونقش الحنة والميكاج وغيرها من الضوابط الجديدة التي ينبغي على المذيعات الالتزام بها، لا حرج على إدارة التلفزيون أن تتخذ من الإجراءات لضبط عامليها، ولكن ينبغي قبل أن تتخذ الإدارة هذه القرارات كان عليها أن تعمل على إعادة جمهور المشاهدين السودانيين وغيرهم للقناة من جديد عبر برامج جاذبة قبل أن تفكر في كيف تلبس المذيعة أو كيف يلبس المذيع.
في حديث لمدير التلفزيون السابق الأستاذ “الطيب مصطفى” صاحب صحيفة (الصيحة) قال: (حاولت أن ألغي غرفة اسمها غرفة المكياج) ولكنه تراجع عن قراره عندما تمت استضافة العالم الجليل “القرضاوي” في واحد من برامج التلفزيون، ولكن ماذا قال “القرضاوي” قبل أن يدخل الأستوديو للتسجيل قال- والحديث هنا للأستاذ “الطيب مصطفى” مدير التلفزيون السابق الذي كان أكثر تشدداً وطالب بوقف كثير من الأغاني لكبار الفنانين والتي تحمل عبارات الكأس والشفاه.
قال “الطيب مصطفى” والعالم الجليل “القرضاوي” بجواره ويهم دخول الأستوديو للتسجيل قال أول ما سأل عنه “أين غرفة المكياج؟” فتعجب الأستاذ “الطيب” لسؤال الشيخ الورع لأنه لم يكن يتوقع أن يسأله عن تلك الغرفة فناس القرضاوي مقددنها علم وتفسير وحديث وحفظ قرآن وعبادات، بينما نحن نعتبر غرفة المكياج نوعاً من الفسق والخلاعة، فإن لم تكن للنساء تكون للرجال، ففي كل تلفزيونات العالم لا يظهر المذيع أو الضيف وهو على الهواء ما لم يمر على غرفة المكياج ولذلك نجد دائماً صورتنا (شينة وقبيحة) أحياناً الضيف يكون منكوش الشعر وربطة العنق غير سليمة، الفضائية يشاهدها ملايين البشر ولذلك لا بد أن تكون الصورة جاذبة، هل شاهدتم مذيعات بالجزيرة أو العربية أو أي فضائية أخرى غير جاذبات للنظر؟، فما الذي يعيب أن ترتدي المذيعة ثوباً جميلاً، وما الذي يضير إدارة التلفزيون لو لبست المذيعة حُلىً ذهبية في جيدها أو في عنقها أو أي نوع من الحلقان، هل هذا يدخل في السفور ولفت نظر المشاهد لمتابعة لبس المذيعة ومظهرها وحنتها وذهبها أكثر من متابعة نشرة الأخبار أو الحوار أو أي مادة أخرى؟.. نحن نريد من إدارة التلفزيون ألا تنصرف إلى قضايا ليست أهم مما تقدمه للمتلقي نريد أن يعود جمهور الفضائية السودانية من جديد بغض النظر عن لبس هذه المذيعة أو تلك، الأهم والأولى جماليات الشاشة والمادة المقدمة، والمرحلة الثانية أصدروا من القرارات أن تأتي المذيعة لابسة ثوب أو (شوال).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية