حوارات

رئيس الجالية السودانية بماليزيا "محمد الواثق" لـ(المجهر)

حوارـــ أمل أبو القاسم
لعل دولة ماليزيا كغيرها من الدول الآسيوية التي تأوي وتحتضن عدداً مقدراً من الطلاب الذين قصدوها وكونوا لأنفسهم كياناً عبر الجاليات التي توحد صفهم وتعالج قضاياهم، ولمعرفة نوع هذه القضايا وكيفية حلها جلست (المجهر) إلى رئيس الجالية السودانية بماليزيا الدكتور” محمد الواثق سعيد ميرغني” المحاضر بالجامعة الإسلامية بمدينة “كوالالمبور” قسم التقنية الحيوية البيولوجية الهندسية، فضلاً عن معهد لبحوث وتصنيع المنتجات الحلال ونائب مدير المعهد القومي للبحوث والدراسات العليا في المنتجات الحلال، والذي حدثنا عن الحياة الاجتماعية بصورة عامة للماليزيين وكذا السودانيين الذين انخرطوا في مجتمعهم، والممارسات السياسية والوضع الاقتصادي والإشكالات المصاحبة وكيفية تصدي الجالية لمثل هذه المشاكل وغيرها من المحاور التي وردت عبر هذا الحوار.

{ منذ متى وأنت تقيم بماليزيا؟
– حوالي ثماني سنوات لكن قبلها درست أربع سنوات ثم عدت بعدها إلى جامعة الجزيرة عملت فيها مدة أربع سنوات ثم رجعت مجدداً.
{ كيف تم تنصيبك رئيساً للرابطة؟
– عن طريق انتخابات عادية والدورة مدتها عامان، لكن معظم أعضاء الجالية لا يميلون للترشيح أو الانتخاب، لأنها تحتاج لجهد ووقت ومال.
{ إذن من أين تدعم الجالية وتسير أمورها المالية؟
– الدعم يأتيها من بعض الخيرين وبعض الاشتراكات، والمشكلة أن قوام الجالية معظمه من الطلاب فهم قرابة الأربعة آلاف طالب وطالبة على كافة المستويات، فضلاً عن العمال ومهندسي الطيران الذين كانوا بسودانير.
{ كم جملة عدد أفراد الجالية بماليزيا ؟
– كل الجالية قرابة الخمسة آلاف أو تزيد في كل ولايات ماليزيا.
{ ما هي الصلاحيات والمهام المنوط بها رئاسة الجالية؟
– كل الأنشطة الثقافية والأحداث العامة والمناسبات القومية، والأحداث المؤثرة في السودان، إلى جانب المشاكل الشخصية.
{ ما هي أكثر وأكبر المشاكل التي تواجهكم؟
– أولها مشاكل القبول فهناك شروط للشخص الذي يتقدم إذ لابد من إلمامه بها كالشروط والقوانين التي تفرضها الجامعة وكذا المصروفات. وفي الغالب الأعم وبالسجية السودانية لا يكون ملماً بها ويتفاجأ بها.
ثانياً الإقامات في دولة أجنبية وضرورة تجديدها فإذا لم يحدث ذلك يصعب الأمر ويدخل في إشكالات معقدة، وهناك فرصة إنذار أول وثاني إذا لم يوفق فيهما يمكن أن يستبعد لأي دولة خارجية أخرى .
{ ربما تكون هناك ظروف قاهرة اضطرتهم للتباطؤ؟
– فعلاً … قد يرسب طالب مثلاً في الامتحانات ويفصل من الجامعة، فيختشي من أن يخبر أهله بذلك ويضطر أن يقيم أكثر من عام من غير إقامة، وقد يقود الأمر لاعتقاله لكن الجالية تتصدى لذلك، لذا فهي دائماً ما تقوم بدور التوعية من خلال اجتماعات دورية وتنويرية في الجامعات وتوجيه الطلاب.
{ بالنسبة للانتخابات العامة في السودان كيف تشارك فيها الجالية؟
– في الغالب لا نتدخل فيها بشكل مباشر فالاقتراع يكون بين الطلاب عبر الروابط ومن خلالها يستقطبوا (ناسهم) و من ثم يرفعوا لنا الأسماء ونحن نشرف من على البعد.
{ هل يقوم الطلاب بأي نشاط أو منابر سياسية في ماليزيا؟
– قد تكون هناك بعض المنابر لكنها ضعيفة ونحاول ما أمكن أن ننأى عن السياسة، فالهدف من الجالية اجتماعي بحت لذا نبعدهم عن المهاترات السياسية، طبعاً هناك من لديهم انتماءات لكنا نبعدهم عنها، اللهم إلا الأحداث القومية وهذه يكون الرأي فيها واضحاً ومكتوباً.
ـ{ ما هي نوعية المشاكل التي قد تفضي إلى السجون؟
– على العموم هي مشاكل صغيرة كالمشاجرات بين الطلاب السودانيين في بعض المناطق، وربما تكون هناك تكتلات كبيرة في الجامعات تصل إلى المحاكم لكنا نحتويها، هذا بخلاف قصة “مهند” الشهيرة .
{ نعم فالقصة تداولها الإعلام، ما هو الدور الذي قدمتموه؟
ـ- كما هو معروف أنه اتهم في قضية قتل الطفلة التي كان يناصف أسرتها السكن وتدخلت فيها كل الجالية بما فيها الطلاب الذين أسهموا إسهامات كبيرة، أيضاً مجهودات السفارة بصفة شخصية ورسمية وشاركنا في حضور كل الجلسات، هذا إلى جانب الدور الفاعل الذي قام به عميد كلية القانون في الجامعة الإسلامية  البروفسور”هوندابية كروف” السوداني الجنسية وهو رجل غيور على الوطن ومقيم بماليزيا قرابة العشرين عاماً ساعدنا كثيراً في القضية وتكفل بتعيين محامين من تلاميذه، وأسهموا في تبرئته بعد أن مكث في السجون حوالي الأربع سنوات وكان محكوماً عليه بالإعدام.
{ بالنسبة للتزاوج، هل هناك سودانيون متزوجون من ماليزيات والعكس؟
– نعم وذلك منذ سنوات عديدة وبعضهم حضر إلى السودان وأكمل المراسم بالطريقة السودانية، كما أن هناك سودانيين متزوجين من سودانيات على الطريقة الماليزية .
{ حسناً.. حدثنا عن طقوس الزواج في ماليزيا ؟
– الزواج بسيط للغاية يدعونك للمناسبة ويحددوا خلال الدعوة عدد ساعات الاحتفال إذا كانت اثنين أو ثلاث أي من الساعة كذا لكذا، وعلى المدعو أن يحضر معه هدية أو أي حاجة سهلة أو مبلغاً مالياً .
ومن ثم تحضر مراسم العقد، والتي من خلالها يضعون الزوج في محك ضيق، لكن وقبل كل ذلك لابد من أخذ كورس مكثف قبل الزواج للعروسين مدته أقل من شهر بما فيه الامتحانات، يدرس فيه حقوق الزوج على الزوجة والعكس والحقوق الشرعية.  وفي حال لم يجتازوه لا يحق لهم الزواج، أما في حالة النجاح تمنح لهم شهادة تفيد أن كل منهما مؤهل، وعليه تجري مراسم الزواج.
{ هل يسمح لهم بتعدد الزوجات؟
{ إطلاقاً فتعدد الزوجات ممنوع وإن حدث فلابد أن توافق الزوجة كتابة أمام القاضي، ويتأكد الأخير من أنها فعلاً زوجته وموافقة على ذلك .
أيضاً من شروط عقد الزواج إذا مارست أي عنف على الزوجة حتى ولو من باب المناكفة فأنت مدان بالقانون لذا فلا يحق لك ممارسة أي عنف تجاه الزوجة ويسأل إن كان موافقاً على ذلك ويكون ذلك عبر مكبر الصوت على أن يسمع رده كل الحضور، ولو حدث أي خطأ يطالب الزوج بالتعويض .
{ وبالنسبة للطلاق ؟
– الطلاق يحدث عادي وليس به شروط صعبة.
{ هل هناك جرائم اغتصاب بما في ذلك الأطفال؟
– يحدث من قبل العصابات المتفلتة االدخيلة التي تفد من خارج البلد، لكن بصورة عامة والواقع العام أنه شعب مسالم وخالي من الإشكالات المعقدة.
{ فيما يعني الوجبات .. هل هناك مطاعم سودانية؟
– بعد الانفتاح على السياحة انتشرت عدد من المطاعم العربية من اليمن والشام وغيرها، أما السودانيون فهناك واحد منهم وهو طالب حاول فتح مطعم داخل مؤسسة جامعية لكنه لم يوفق، لكن هناك بعض البقالات بها مواد غذائية سودانية.
{ ذكرت في مطلع الحديث أن من بين الوافدين للعمل أغلبهم مهندسو طيران. هل معنى ذلك أن ليست هناك وظائف أخرى متوفرة هناك؟
– نعم فالغالبية العظمى من الموظفين هم مهندسو طيران، وهذا لا يمنع وجود عدد من الأطباء المسموح لهم بالعمل هناك لكنهم قلة، وللأسف فإن الجامعات السودانية المعترف بها في ماليزيا هما فقط جامعتا الخرطوم والجزيرة، وهذا بعد أن حضر وفد ماليزي ووقف على مستوى جامعة الجزيرة ودققوا جيداً في مستوى أدائها .
وفي فترات فائتة كانت تأتيها بعثات أطباء منتدبين في تخصصات مختلفة، وكان يفدنا سنوياً حوالي (20) من وزارة الصحة الولائية ومثلها من الاتحادية كمنحة، حالياً الجامعة اكتملت بعد أن خضعوا لامتحان كيما يعبروا للتحضير للباطنية.
وبالنسبة للمهندسين لأن البلد كانت تشهد تنمية كبيرة وقديماً كانت هناك عمالة سودانية في المقاولات لكن حالياً البنية الأساسية اكتملت وتجاوزوها.
{ الهجرة إلى ماليزيا هل هي في ازدياد أم حدها معقول؟
– في الغالب انصبت في السياحة الترفيهية فهي مستمرة، وكذا السياحة التعليمية وهي في المقام الأول ويتم التحفيز لها بصورة جيدة، لكن معظمها لأبناء السودانيين العاملين في الخارج، وماليزيا مقارنة بباقي الدول ما زالت محافظة على جودة التعليم واستقراره.
{ لماذا تنحصر الدراسة على أبناء المغتربين؟
– لأن التكلفة زادت في الآونة الأخيرة بسبب تدهور العملة السودانية سيما بعد انفصال الجنوب، فأحجم الكثيرون عن الدراسة، وعندنا نماذج لطلاب سودانيين عندما بلغوا الفصول النهائية هجروا الدراسة منهم من رجع ومنهم من ساعدته الجالية.
{ ما ملخص الإشكالات العامة التي تواجهها الجالية؟
– كما ذكرت مسبقاً أكبر إشكال هو عدم معرفة السودانيين سيما الطلاب للوائح والقوانين الماليزية، لذا ننصحهم دائماً بقراءة القانون وتكملة إجراءات الإقامة لتفادي المشاكل، خاصة وأن هذه المشكلات كثيراً ما تفضي إلى الغرامة والسجن.
{بصورة عامة كيف يتعامل الشعب الماليزي مع السودانيين؟
– الشعب الماليزي يتمتع بروح طيبة وخلق حميد، كما يتمتع الشعب السوداني بسمعة طيبة ونظيفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية