ولنا رأي

أين يقف "عبد الرحمن الصادق" الآن؟!

جدل كثيف يدور في أروقة حزب الأمة وفي المجتمع السوداني عن موقف العميد “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد رئيس الجمهورية.. بعض قيادات حزب الأمة تؤكد أنَّ العميد “عبد الرحمن الصادق” قد تم فصله من الحزب والبعض الآخر ينفي ذلك، وآخرون يقولون إنَّ من ينتسب للقوات المسلحة لا يمارس السياسة، وكذلك فإنَّ العميد “عبد الرحمن الصادق” الآن يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية بطوعه واختياره لأنَّ الإمام “الصادق” قال في أحد تصريحاته إنَّ “عبد الرحمن” حر في ما يتخذه من قرارات، فمشاركته في الحكومة لا علاقة لها بالحزب، ولكن كثيراً من منسوبي حزب الأمة غي راضين عن مواقفه باعتباره ابن الزعيم، فلا يمكن أن يكون والده مسجوناً وهو مشارك في السلطة، ولا يمكن أن تكون شقيقته الدكتورة “مريم” مسجونة وهو مشارك في السلطة، ولكن العميد “عبد الرحمن” لم يدلِ بأي تصريح عن موقفه الآن وأسباب مشاركته في السلطة، وهل هناك صفقة خفية بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني أدت إلى مشاركته وأنَّ كل ما يجري ما هو إلا عبارة عن تمثيلية يقوم بها حزب المؤتمر الوطني وحزب الأمة واللاعب الأساسي فيها العميد “عبد الرحمن”، كثير من الأمور تتم في الخفاء ويغيب عنها بقية المجتمع، ولكن إذا كان الأمر حقيقة ما هي فائدة تلك المشاركة وسبق أن رفض حزب الأمة المشاركة رغم ما أعطي من وزارات وكان مهندس الاتفاق السيد “مبارك عبد الله الفاضل” والأمور وقتها كانت تسير على ما يرام بين الطرفين، ولكن أخيراً تنصل الإمام “الصادق” عن ذلك، وتفجر الوضع داخل حزب الأمة وخرج “مبارك الفاضل” وشارك في الحكومة وأصبح مساعداً لرئيس الجمهورية ثم بدأ بعد ذلك الانقسام داخل الحزب فانشطر إلى عدة أحزاب والسبب المشاركة في السلطة. الآن يمارس العميد “عبد الرحمن” صلاحياته في الحكومة ولم يتدخل حينما اعتُقل والده، ولم يتدخل كذلك حينما اعتقلت الدكتورة “مريم” عقب عودتها مؤخراً بعد (إعلان باريس) بين الجبهة الثورية وحزب الأمة، ولم يدل العميد “عبد الرحمن” بأي تصريحات صحفية يوضح موقفه من ما يجري لوالده أو لشقيقته.
العميد “عبد الرحمن” رجل دولة فقد صقلته التجارب والحياة، وبعد دخوله القصر أصبح أكثر اتزاناً فلم يتعامل بردود الفعل، ولم يتخذ مواقف فردية فظل يتعامل بالحكمة والمنطق وليس بالعواطف كما هو متعارف عليه، ولكن كل ذلك حير حزب الأمة وكيان الأنصار كما حير القوى السياسية التي تحاول أن تشمت إما في حزب الأمة والعميد “عبد الرحمن” وإما في المؤتمر الوطني الذي أشركه في السلطة. الأيام سوف تكشف لنا مواقف العميد “عبد الرحمن الصادق” وأسباب صمته في كل ما جرى لوالده ولحزبه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية