هل بدأ قطار الانتخابات يتحرك؟
ألقت المفوضية القومية للانتخابات الكرة في ملعب القوى السياسية والأحزاب، فقد رتبت نفسها تماماً لقيام انتخابات 2015م، فعينت أمس الأول رؤساء اللجان العليا واللجان الفرعية المعنيين بقيام الانتخابات كل في ولايته، وأدت هذه اللجان القسم أمام المسؤولين بالمفوضية، وبالأمس جلس كل رؤساء اللجان العليا الثمانية عشر والذين يمثلون ولايات السودان بأجمعها في لقاء مع نائب رئيس المفوضية الأستاذ “عبد الله أحمد مهدي” والفريق “الهادي محمد أحمد” عضو المفوضية مسؤول ملف التسجيل والفريق “عبد الله بله الحردلو” مسؤول ترسيم الحدود وتأمين الانتخابات، والسفير “عطا الله حمد” مسؤول الاتصال الخارجي بالإضافة إلى عدد من مسؤولي المفوضية، جلس الجميع بفندق (كانون) بالخرطوم.. كان الغرض من التنوير والوقوف على العملية الانتخابية وآخر مراحلها.
فقدم نائب رئيس المفوضية مولانا “عبد الله أحمد مهدي” تنويراً شاملاً عن قانون الانتخابات المعدل لعام 2014م، والقواعد وما يمكن أن يضاف إليها من قبل رؤساء اللجان، كما قدم الفريق “الهادي محمد أحمد” أيضاً شرحاً وافياً لعملية السجل وطباعة أوراق الاقتراع، كما قدم أيضاً الفرق “الحردلو” كيفية تأمين الانتخابات في الفترة القادمة، وقدمت الأستاذة “سعاد الحاج” خطة التدريب وما تم حتى الآن من تدريب الكوادر التي سوف تشارك في العملية الانتخابية.
الدكتور “صلاح الدين الفاضل” قدم الخطة الإعلامية وما يمكن أن يفيد الانتخابات من خلال أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة.. لم يضف اللقاء أي خطة من خطوات الانتخابات والاستعدادات لها، فالأستاذ “المهدي أحمد مختار” قدم تنويراً عن الاحتياجات التي تتطلبها الانتخابات وما هو موجود الآن بالمخازن والتي سبق أن تقدم بها المجتمع الدولي في انتخابات 2010م، حتى الميزانية المطلوبة لقيام تلك الانتخابات.. تم استعراضها من جانب الأستاذة “هويدا” والأستاذ “محمد عيسى” مدير الشؤون الإدارية، لقد أصبحت انتخابات 2015م، قاب قوسين أو أدنى، فكل الجهات المسؤولة عن العملية الانتخابية حاضرة وجاهزة، فكل رؤوساء اللجان العليا اعتباراً من اليوم سيقومون بتعيين الكوادر المساعدة لهم مع استئجار المخازن والمفوضية من خلال اجتماع أمس أعطتهم الضوء الأخضر وطالبتهم بتقديم ميزانياتهم كل في ولايته وحسب الاحتياجات التي تتطلب العملية الانتخابية.
رؤوساء اللجان العليا كانوا أكثر حماساً ومعظمهم ممن قاد انتخابات 2010م، وهم من الكفاءات التي تشربت بحب هذا الوطن وعملوا في مجالات مختلفة منهم من عمل ضابطاً، ومنهم من عمل بالسلك الدبلوماسي وتقاعد على المعاش في منصب السفير أو الفريق أو العميد أو القانوني الضليع، ولذلك لا أحد يتحدث عن تلك الكفاءات التي قدمت عملاً جليلاً إبان فترة عملها بالخدمة المدنية، فالإنتخابات قائمة لا محالة، وحتى لو حدث طارئ فلا أظنها سوف تتأجل نهائياً، فلا بد من قيامها وإلا ستفقد الحكومة شرعيتها وفقاً للقانون، ولذلك لا بد للأحزاب السياسية أن تدخل حلبة المنافسة فإذا فشلت في إحراز مقاعد لها تكون على الأقل أجرت إحماء للمباراة القادمة، فمن مصلحة الوطن أن يحدث تحول ديمقراطي لأننا سئمنا من الأنظمة الشمولية ومن حكومة عسكرية حكومة ديمقراطية، فقد ظللنا في هذه الدائرة وكل العالم من حولنا تغير، فإلى متى نظل في مربع واحد؟.