ولنا رأي

ماذا قدم "علي الحاج" ليجد كل الاهتمام؟

الدكتور “علي الحاج محمد” اختصاصي النساء والتوليد والسياسي المعروف خرج من البلاد بعد المفاصلة تقريبا ًواختار ألمانيا منفاه الاختياري، دون أن يتعرض لأي محاولة اعتقال أو زج به داخل السجون، ولكنه أصر أن يبتعد عن السودان رغم ما لعبه من دور سياسي عندما كان شريكاً في الحكم، بل هو عراب الحكم الاتحادي  الذي تنعم به البلاد. الدكتور “علي الحاج” لم يرفع البندقية في وجه السلطة ولم ينظم مليشيات قتالية ولم يدخل الأدغال حتى يعود إلى البلاد محمولاً على الأعناق، فقد نال الدكتور “علي الحاج” الجنسية أوالجوازالألماني مع احتفاظه بجوازه السوداني، وظل طوال تلك الفترة بألمانيا يتحرك كما يشاء ولم تحس الدولة أي مشكلة أتعاب أو مخاطر لها، ولم يشعر هو كذلك أنه أراد أن يغير نظام الخرطوم بالبندقية كما تسعى كل الحركات المسلحة الدارفورية. صحيح الدكتور “علي الحاج” كان ناقماً على نظام الحكم في السودان ما بعد الاستقلال وكون نهضة دارفور مع أبناء دارفور الذين يحسون بالغبن وعدم التنمية بمناطقهم، ولكن الدكتور “علي الحاج” بعد أن أصبح شريكاً في الحكم والسلطة سلطته لم تحس أنه عمل عملاً مفيداً لدارفور، فبدل استقرار دارفور اشتعلت الحرب فيها وهجرها أهلها البسطاء ودخلوا المعسكرات بينما هجرها الشباب وغادروا إلى دول النعمة والخير، إلى “باريس” وإلى ألمانيا وإلى بريطانيا، حملوا السلاح لأغراض شخصية وليس لمصلحة دارفور. و”علي الحاج” واحد من أولئك الأشخاص الذين كان همهم أنفسهم وليس المنطقة التي يدعي الكثيرون أن تمردهم من أجلها. الآن الدكتور “علي الحاج” ملأ الصحف حديثاً كثيفاً .. ولا نرى ما هو سر هذا التواصل عبر تلك الصحف ولماذا نشطت الصحف في إجراء الأحاديث معه طالما لم تكن بيده عصا سحرية لحل مشكلة السودان، أو هو جزء من المشكلة الحالية ولم يكن بالغابة ولم تكن لديه مليشيات حتى تحاول الحكومة إقناعه بالعودة لأرض الوطن وإدماج قواته التي تشكل خطراً على الدولة. فكل هذا لا يملكه الدكتور “علي الحاج” حتى موقعه أو موقفه من المؤتمر الشعبي غير واضح، هل ما زال عضواً فاعلاً في المؤتمر الشعبي، فإذا كان كذلك فالمؤتمر الشعبي الآن وافق على الحوار ولانت مواقفه وأصبح لا يشكل خطورة على الحكومة، فما هو موقف الدكتور “علي الحاج” وما هو تأثيره حتى يجد هذا الاهتمام الكبير. فإذا الدكتور مثل بقية الحركات نقول الحكومة كسبت بعض الأفراد من الحركات المتمردة، ولكن الدكتور “علي الحاج” عايش في بحبوحة من العيش وفي أمن وسلام واستقرار ولن تستفيد منه الحكومة في شئ، فاتركوه ينعم بحياته في ألمانيا يشاهد بايرن ميونخ وشالكه وبروسيا دورمنت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية