ولنا رأي

يعني شنو لو الواحد شات الكورة وجات قون(!

انتقد إمام وخطيب مسجد الحارة التاسعة العتيق بالثورة دفع الحكومة ثلاثة مليارات جنيه لنادي المريخ. وقال شيخ “إبراهيم”: (يعني شنو لو شات الزول الكورة ودخلت قون ويعني شنو لو جاب الفريق كأس)، فما الذي يستفيده المواطن من ذلك، وهنالك عشرات المواطنين تهدمت منازلهم بسبب السيول والفيضانات، وهناك آلاف المواطنين الجوعى. ولم يكتف شيخ “إبراهيم” بذلك بل طالب كل مواطن أدى فريضة الحج من قبل ويود أن يؤديها مرة ثانية، طالبه بدفع المبلغ للفقراء والمحتاجين.
شيخ “إبراهيم” حينما انتقد الحكومة في تصرفها بدفع هذا المبلغ الكبير لنادي المريخ انتقدها من أجل المصلحة العامة التي تتطلب أن تقف الحكومة مع المواطن الغلبان، والذي أنهكته الأسعار المتصاعدة يومياً، دون أن تكون هناك قرارات حاسمة تعيد الوضع إلى طبيعيته.
وحقيقة إن أولويات الصرف غير معروفة فالحكومة تشيلها الهاشمية بعد أن يزين لها أصحاب المصلحة مثل تلك الاحتفالات، ولم تكن الحكومة وحدها هي التي تبرعت لنادي المريخ وللاعبين الذين جاءوا بهذا الكأس، بل احتفل جهاز الأمن والمخابرات احتفالاً كبيراً برئاسة الجهاز بنادي المريخ ولاعبيه ودعمهم بمبلغ (750) ألف جنيه جزء منها للنادي والجزء الآخر للاعبين. نحن لا نعيب مثل هذه الاحتفالات ولكن هناك أولويات كان بالإمكان أن تذهب لها هذه الأموال.. هناك عشرات المدارس التي سقطت بسبب الأمطار في الفترة الماضية، فكانت تلك المدارس أولى بهذا الدعم. وهناك تلاميذ يطردون من المدرسة لعدم توفر المصاريف الدراسية المطلوب سدادها، وهذا المبلغ كم من التلاميذ كان سيسد عثرتهم، وهناك آلاف المرضى بالمستشفيات لا يتمكنون من دفع قيمة العلاج، فإذا ذهبت الجهات المسؤولة التي تبرعت بهذا المبلغ لنادي المريخ ومرت على كل مستشفى، وسألت عن حال المرضى الذين عجزوا عن سداد فاتورة العلاج، فكم من المرضى كان هذا المبلغ كافياً لعلاجهم.
إننا كسودانيين مسؤولين ومواطنين نتفاخر دائماً وندفع ما في الجيب وننتظر ما يأتي من الغيب.. الدولة عاجزة عن تنفيذ عدد من المشاريع التي تعود بالنفع على المواطنين، ولكنها تخسر مبالغ طائلة فيما لا يفيد.. هناك طرق خربتها الأمطار محتاجة إلى الصيانة.. وهناك طرق سدت بالأنقاض وهناك أسواق تعفنت بسبب النفايات، ألم تكن تلك هي الأولويات التي تحتاج إلى الدعم. وكما قال شيخنا “إبراهيم” خطيب وإمام مسجد التاسعة (يعني شنو لو الواحد شات الكورة وجات قون، ويعني شنو لو جبنا كأس مثل كأس سيكافا) و.. ألم تكن الأولويات هي الخدمات للمواطنين.. المبلغ المدفوع للمريخ كان يمكن أن يحل حال آلاف الأسر وآلاف تلاميذ المدارس، وإعادة العديد من الطرق التي خربتها الأمطار وإزالة الأنقاض التي كست معظم الطرقات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية