ولنا رأي

انعدام الصدق عند معظم أصحاب المهن الميكانيكية مثالاً!!

انعدام التخصص في كثير من المجالات جعل البعض يجتهد (يا صابت يا خابت)، بمعنى أن هناك من المهن دخلها البعض (جربندية) يدعون المعرفة وهم في حقيقة الأمر لا يعرفون شيئاً فيتخبطون في الأشياء أحياناً تنجح ويدعي الشخص أنه على علم بذلك، وأحياناً يفشل فيجرب شيئاً آخر.. إذا أخذنا مثالاً في ميكانيكية السيارات نجد أن العديد منهم فاقد تربوي ولا علاقة له بهذه المهنة وبمشاركته مع آخرين ادعى أنه ميكانيكي فعلاً وبدأ في صيانة السيارات، ولكن معظمها أخطاء وعدم معرفة.. فإذا عاد الزبون ونبهه إلى أن السيارة عادت لوضعها القديم قال له إن الاسبير غير أصلي، وإذا سأل عن الأصلي ادعى أن هناك أنواعاً من هذا الاسبير فالعمل كله جربندية في جربندية، فالتخصص منعدم تماماً مع انعدام الصدق لهؤلاء الميكانيكية (الجربندية) يجب أن تكون هناك معاهد لمثل هذه التخصصات كما هو موجود في كل بلاد العالم، فالطالب الذي يكمل المرحلة الثانوية ولم يتوفق في دخول الكلية التي يسمح بها مجموعه يجب أن يلحق بإحدى المعاهد مثل ميكانيكا السيارات، التبريد، المعاهد الصحية إذا لم يتمكن من دخول كلية الطب، وهكذا وبذلك نكون قد أعددننا متخصصين في مهن نحتاج لها يومياً مثل السباكين الذين يطالبون بمال أكثر من سعر شراء المادة، إن كانت ماسورة أو حوض غسيل وجه أو مقعد حمام أو تركيب دش، وكذا الحال فيما يتعلق بالكهرباء فتركيب مفتاح مكيف أو لمبة نيون يكاد أن يكون سعر شراء اللمبة وأتعاب هذا الكهربجي أقرب إلى بعض ويا ريت يكون العمل متقناً ولا رجعة فيه.
على الدولة أن تحرص على مثل تلك المعاهد لإنهاء إمبراطورية أولئك المدعين المعرفة فمعظم أصحاب السيارات الآن مكتوون بجربندية ميكانيكية السيارات، بجانب اكتواء المواطنين بالسباكين والحدادين والنجارين والكهربجية وغيرهم من أصحاب المهن الأخرى.
إن المشكلة في السودان تطال كثيراً من المهن وليست قاصرة على أولئك الميكانيكية والسباكين، فإذا دخلت سوق الخضار تلاحظ الأصوات تعلو هنا وهناك وتطالب المواطن بالشراء من سلعته، ولكن هذا التاجر إن كان تاجر لحمة يحاول أن يستغلك بأن يقدم لك أفضل أنواع اللحوم، وما أن تعود إلى البيت فتجد نفسك أخذت مقلباً من هذا النصاب، بعد أن تكتشف ربة البيت أن معظم اللحمة شحم وعظم وكذا الحال عند صاحب الطماطم الذي يدعي أنه سيقدم لك أجود أنواع الطماطم، فحينما تعود إلى البيت تجد معظمها لا تصلح للأكل وكذلك تجار الفواكه البرتقال والمانجو، والعنب، فمعظمها تكتشف فسادها عندما تدخل البيت.. لقد انعدم الصدق في معظم المهن ولا يوجد صادق واحد في السوق، ولذلك معظم هؤلاء لا يتمتعون بالمال الذي يأخذونه كذباً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية