ولنا رأي

ماذا يحدث للجالية السودانية بليبيا؟!

هل أصابت الجماهيرية العربية الليبية اللعنة بعد رحيل “القذافي”؟ هل الشعب الليبي الذي صبر على “القذافي” أكثر من ثلاثين عاماً لم يستطع الصبر على نظام جديد لم يتجاوز العامين بعد أن انتصر ثوار ليبيا وتمت إزاحة “القذافي” من عرش ليبيا الذي تربع عليه بعد عشرات السنين من الحكم منفرداً؟!
الجماهيرية الليبية تعدّ أغنى الدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج، فالجماهيرية تمتلك احتياطياً كبيراً من النفط بالإضافة إلى شعب قليل مقارنة مع هذا الكم الهائل من الثورة المالية والنفطية. ورغم ما يقال إن العقيد الراحل “القذافي” قد بدد ثروة البلاد في حروب لا ناقة لأهل ليبيا بها ولا جمل، لكن شعب ليبيا يعد من أكثر الشعوب العربية استقراراً في المعيشة والسكن وغير ذلك من متع الدنيا.
قام الثوار على العقيد “القذافي” فاقتلعوا نظامه الذي سخر له كل الإمكانيات، وفي النهاية راح “القذافي” وراح نظامه.. وجاء الثوار ليحكموا ليبيا لكن تلك البلدة الآمنة والمستقرة تاهت في ظلمات الحروب بين الثوار وبين ما تبقى من نظام “القذافي”، فاندلعت الحرب في عدة أماكن، وغاب الأمن والأمان والاستقرار للشعب الليبي، وللجاليات التي جاءت إلى ليبيا من أجل المال.. ومن بين تلك الجاليات الجالية السودانية التي اتهمت في بداية الثورة في ليبيا بأن عدداً كبيراً منها وقف مع نظام “القذافي” حتى تم نفي ذلك وبقيت الجالية معززة ومكرمة.
ونظراً لما تواجهه ليبيا الآن من صراع حول السلطة بين الذين قادوا التغيير ومن تبقى من نظام “القذافي”، تواجه الجالية صعوبات جمّة هناك، لكن البروفيسور “قيلي”، وهو واحد من السودانيين الذين يعملون في إحدى الجامعات الليبية، اتصل بي هاتفياً ونفى كل ما يقال الآن عن تعرض الجالية السودانية لأي صعوبات بليبيا، وقال إن السودانيين الذين يتحدثون عن أنهم عالقون ولم يجدوا طيران للعودة إلى الوطن لا علاقة لهم بما يدور من حرب بين أبناء الشعب الليبي، فهؤلاء يحاولون العودة لأرض الوطن في إجازاتهم السنوية، والحرب الدائرة الآن لم تمكنهم من تسلّم تذاكر سفرهم، إضافة إلى توقف العمل بالجوازات مما أثار هذا الهلع في نفوسهم، ولكن عدا ذلك لا توجد أية مشكلة للجالية السودانية بليبيا، فهم محل احترام وتقدير من الأخوة الليبيين، ومن أراد من الجالية السودانية العودة إلى أرض الوطن هناك عدة طرق للعودة، عن طريق تونس أو تركيا أو مصر أو ليبيا نفسها، والحديث يؤكده “ياسر” بالسفارة السودانية بليبيا.. لذا فإن الجالية السودانية وما يثار عنها كله افتراءات وفق ما أكده لنا البروفيسور “قيلي” عبر الهاتف فهم في أمن وسلام واستقرار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية