ولنا رأي

مفوضية الانتخابات تدخل في اللحم الحي!!

 

 

ما بين الجدل الدائر الآن عن قيام انتخابات 2015م، وتأجيلها من قبل المعارضة، حسمت المفوضية القومية للانتخابات هذا الجدل ولو مؤقتاً بإعلانها الجدول الزمني للانتخابات القادمة، من خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامته أمس بقاعة الشارقة بالخرطوم والذي تحدث فيه الدكتور “مختار الأصم” رئيس المفوضية، ومشاركة كل الأعضاء الأستاذ “عبد الله أحمد مهدي” نائب رئيس المفوضية والدكتور “جلال محمد أحمد” الأمين العام والبروفيسور “محاسن حاج الصافي” والفريق شرطة “عبد الله بله الحردلو” واللواء “الهادي محمد أحمد”. وغاب الدكتور “صفوت فانونس” لغيابه في مهمة خارج أرض الوطن (كندا)، قدم المؤتمر الصحفي البروفيسور “صلاح الفاضل” فيما استعرض الدكتور “الأصم” مهام المفوضية في الفترة القادمة، وأعلن عن مرحلة فتح ونشر السجل الانتخابي.

الدكتور “الأصم” وبما لديه من ملكة تعليمية وتدريبية استطاع أن يهيئ الحضور لانتخابات 2015م، من خلال سرد تفصيلي عن أهمية الانتخابات في الفترة القادمة والتي يحتم قيامها من منطلق الدستور والقانون والمسؤولية الوطنية. وقيام الانتخابات يسد الفراغ الدستوري لأن جميع أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية ينتهي أجلها في أبريل من عام 2015م، لذلك لن تكون هناك حكومة شرعية أو استمرارها في الحكم، لأن مد الفترة الدستورية ليس منصوصاً عليه، ولذلك سوف يكون هناك فراغ دستوري بعدم قيام الانتخابات.

الدكتور “الأصم” أعلن الجدول الزمني للانتخابات القادمة بأن (الثلاثاء) الثامن والعشرين من أكتوبر القادم سوف يتم نشر السجل الانتخابي بغرض المراجعة بالإضافة أو الحذف أو التعديل، ويستمر ذلك حتى 11/11/2014م، ومن(الأربعاء) 12/11 وحتى (الثلاثاء) 18/11/2014م، سيتم نشر الأسماء التي أضيفت أو حذفت أو عدلت.

لقد عاش الحضور المشاركة في المؤتمر الصحفي في جو الانتخابات من خلال السرد التفصيلي لكل العملية الانتخابية حتى الترشيح والحملة الانتخابية ونهايتها، ومن ثم البدء في عملية الاقتراع والفرز وعدد الأصوات وإعلان النتيجة.

إن المفوضية القومية للانتخابات من خلال ما أعلنه رئيس المفوضية تؤكد أن المفوضية جاهزة لانتخابات 2015م، ولكن بعض المؤتمرين سألوا عن عملية التمويل وهل سيشارك المجتمع الدولي في هذه الانتخابات، إضافة إلى العديد من الأسئلة المتعلقة بالأحزاب وكيفية مشاركتها، وما هو دور المفوضية إذا ما أفضى الحوار إلى رأي آخر.. بمعنى إذا وافقت الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار الوطني واتفقت هذه الأحزاب على تأجيل الانتخابات، الدكتور “الأصم” قال المفوضية لن تقف في خيار الوطن، فإذا ما اتفق الجميع على المصلحة الوطنية فليس للمفوضية أي اعتراض في ذلك.

لقد نجحت مفوضية الانتخابات في أول مؤتمر صحفي تقيمه إيذاناً بانتخابات 2015م، واستطاع أعضاء المفوضية ابتداءً من السفير “عطا الله حمد” وبروفيسور “محاسن” والفريق “الحردلو” وحتى نائب الرئيس مولانا “عبد الله”، استطاعوا أن يجيبوا على كل الأسئلة التي طرحت بكل شفافية كل في دائرة اختصاصه، لأن المفوضية قسمت الملفات، فكل عضو له ملف خاص به.. ملف للتثقيف والتدريب وملف للسجل وملف خاص بالمجتمع الدولي، وملف بالدوائر. وهذا يؤكد أن المفوضية تستطيع أن تتلافى أي خطأ مستفيدة من تجربة انتخابات 2010م، والتي ساهم المجتمع الدولي فيها بالدعم المالي والرقابي، وقد تدفقت أموال كبيرة في الانتخابات الماضية والكل يعلم أسباب ذلك الدعم، ولكن طالما المجتمع الدولي ساند الجنوب إلى أن اختار الانفصال وأصبحت له دولته المستقلة، فلا يتوقع أن يقدم المجتمع الدولي أي مساعدة لانتخابات 2015م، ولكن سننتظر إلى حين قيامها.

> آخر الكلام:

نجح البروفيسور “صلاح الفاضل” في إدارة المؤتمر الصحفي باقتدار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية