رأي

حديث لا بدّ منه (45)

{ نحن في اليوم الذي أعز الله فيه نبيه وصفيه وأصحابه الكرام بالنصر المبين في “بدر”.. يوم السابع عشر من رمضان للعام الثاني من الهجرة الميمونة. فرمضان هو شهر النصر والانتصارات.. كانت فيه بدر الكبرى.. وكان فيه فتح مكة الأعظم.. وكانت فيه خواتيم غزوة تبوك.
{ ثم أشير مرة وكرة أخرى إلى مدينة العمال، مدينة النضال والكفاح والجهاد المشترك من أجل العزة والكرامة.. في ذكريات شهر رمضان الحبيب إلى نفوسنا وسلوى قلوبنا.
{ إن الدروس كانت فيه تترى لأن مدينة عطبرة هي العلم والمعرفة.. وقلت إنها كانت شيمة العلماء الأجلاء وكانت تمور بهم موراً.. ونذكر العالم العلامة القاضي محمد الأمين القرشي الذي كان قاضياً شرعياً في عطبرة بغيرته المشهودة على الإسلام والمسلمين والاهتمام بأمر الدعوة إلى الله وتركيزه الشديد على فقه السيرة النبوية العطرة. وكذلك نذكر العالم النحرير الذي درس الفقه المالكي في كتبه المختلفة مثل كتاب (متن العشماوية) و(الصفتي) و(العزية) و(الرسالة) و(أقرب المسالك) وغيرها من كتب المالكية.. وكان مرجعية الفقه المالكي في هذه المدينة الباسلة.. وقد تخرج من مدرسته العلمية الكثير من أهل عطبرة.. وهو الشيخ الجليل “أبو زيد محمد الأمين الجعلي”. ونذكر منهم الشيخ “محمد الطاشابي” صاحب الدرس العريق بمسجد عطبرة العتيق، وتواضعه الجم ونبرته الهادئة وأسلوبه السلس والعذب وروحه السمحة وقلبه الوضيء، وقد تخرج على يديه الكثير من الذين عمرت بهم مدينة عطبرة بعلمهم.. ونذكر منهم العالم العلامة والحبر الفهامة الشيخ الأمير الذي كان مسؤولاً عن الشؤون الدينية والأوقاف بالمديرية الشمالية فترة من الزمان، وملكته في الحديث الشريف وأسلوبه الخطابي المرهف.
{ ونذكر منهم الشيخ “فتح الرحمن عمر” الذي كان مسؤولاً عن الشؤون الدينية والأوقاف.. وكان حلو الحديث مهذب النفس سمح التواضع وقوي البيان وفصيح اللسان. والشيخ “الطاهر حجر” العالم المالكي الذي التف حوله الناس وانتفعوا من علمه الثر. ونذكر منهم الشيخ “محمد عبد الغني” الموظف بمخازن السكة الحديد الذي كذلك استفاد من علمه خلق كثير. ونذكر بالفضل العالم الغيور “حاج ماجد حاج موسى”.. كذلك كان المسؤول بعد الشيخ “فتح الرحمن عمر” عن الشؤون الدينية والأوقاف وكانت له صولات وجولات ومواقف إيمانية ودعوية لا تنسى.. وكان يمتاز بالشجاعة والصدع بالحق. ونذكر منهم الشيخ “أحمد عبد الرحيم الخواض” وهو عالم خطيب رغم أنه كان كفيف البصر ولكنه مفتوح البصيرة.. وكان قوي البيان والجنان وكان كثير التجوال إلى كل المناطق المجاورة بعطبرة. ونذكر منهم الشيخ “عباس مصطفى العقلي” الذي جاء بعد الشيخ “حاج ماجد” ولم يمكث كثيراً بعطبرة فكان الرجل خطيباً ويتقن اللغة العربية بجدارة ويكره من يلحن فيها. وكذلك الشيخ “صديق أحمد سعد” الفقيه والواعظ الذي عرف على مستوى المدينة.. وكان يتحسس ساعته (الذُنب) لأنه كان كذلك كفيف البصر.. والرجل فقيه ومرجع في اللغة العربية.. وكذلك الشيخ “جاويش محمد الطيب” الذي جاء بعد الشيخ “العقلي” مسؤولاً عن الشؤون الدينية والأوقاف.. وكان كثير الحركة لكل أحياء ومساجد مدينة عطبرة وغيرها.. وكان شديد الغيرة على الدعوة، والرجل عالم فقيه، وكان يقدم درساً في منزله انتفع منه الكثير.. درس فيه الفقه المقارن ودرس فيه اللغة العربية من كتاب (الأجرومية) شرح (التحفة السنية) و(شذور الذهب) و(قطر الندى).. والرجل كذلك كان شجاعاً وصادعاً بالدعوة إلى الله وتحمل في سبيلها الكثير من صنوف الأذى.
ونذكر من علماء عطبرة الشيخ “حسن أحمد حامد” والشيخ “عبد الله محمد خير” والشيخ “أحمد عبد الله” والشيخ “الزين سيد أحمد” والأستاذ “محمد عوض الكريم الدوش” والشيخ “الطاهر عثمان المرجي” والأستاذ “فتح الرحمن سيد أحم”د الذي لقبه أهل عطبرة بـ (ينبغي) لأنه كان يكثر من هذه الكلمة في حديثه. والسلسة تطول لأن عطبرة كانت شيمة العلماء.
{ نقف هنا ثم نواصل بإذن الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية