رأي

حديث لا بدّ منه (44)

} ألم نقل إن رمضان يمضي حثيثاً ويسير بخطوات مسرعة.. وقد بلغ اليوم (الأحد) خمسة عشر يوماً، ونصف رمضان قد مضى.. فالسعيد من وفق لصيامه وقيامه.
} قلت مدينة عطبرة الفتية المدينة المطبوعة على التدين الفطري.. أهلها يحبون العلم والعلماء.. وفي شهر رمضان كانوا أكثر مزاحمة للعلم والعلماء. وذكرنا أن الشيخ “ميرغني مختار” رحمة الله رحمة واسعة.. كان في كل يوم من أيام رمضان ينعقد درسه بعد صلاة العشاء.. والقيام لفترة ساعة كاملة بالزاوية القومية.. ثم يكبر إماماً للحضور لصلاة التسابيح، وهي صلاة بها بركات وخيرات ونفحات، ويجدر بنا أن نذكر نص الحديث الذي حث على هذه الصلاة: (عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: يا عماه ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا احبوك، ألا أفعل بك عشر خصال.. إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره وقديمه وحديثه وخطأه وعمده وصغيره وكبيره وسره وعلانيته.. عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع وتقول وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقول وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، فذلك خمسة وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، وإن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تستطع ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة). رواه أبو داؤود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه. وقد ورد كذلك عن “أبي رافع” رضي الله عنه ذات الحديث. وكان العالم الرباني “عبد الله ابن المبارك” يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض. هذه هي صيغة الصلاة وفيها خير كثير، فليجرب القارئ الكريم هذه الصلاة في هذه الأيام الفاضلات، ويمكن أن تكون نهاراً أو ليلاً، ويمكن أن تكون بعد الافطار وقبل صلاة العشاء.. ومداها لا يتجاوز (35) دقيقة.
} قلت إن الشيخ “ميرغني مختار” رحمه الله رحمة واسعة، كان يداوم عليها، وكنا معه كذلك، ومن تذوق طعمها لا يتركها البتة، ثم بعد ذلك يدخل الشيخ في الذكر الجماعي بـ (لا إله إلا الله) والناس معه يهللون، ولعل الشيخ يريد من ذكر (لا إله إلا الله) تجديد الايمان، لأنه ورد (جددوا ايمانكم بلا إله إلا الله)، والذكر الجماعي لا غبار عليه، وقد نلتمس ذلك من الحديث القدسي القائل (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه) يعني بذلك الملائكة الكرام. ومعلوم أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حث وحض على الاكثار من الاستغفار ولا إله إلا الله في شهر رمضان، ونجد ذلك وارداً في خطبته التي خطبها في آخر يوم من شعبان، وجاء من ضمنها قوله (استكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غناء لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة ألا إله إلا الله وتستغفرون. وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنها فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار). ومعلوم أن من داوم على الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجاً ومن كل هم وبلاء مخرجاً. وذات يوم كان هناك شاب يكثر من ذكر لا إله إلا الله باجتهاد شديد، وهو جالس بجنب حائط، فجاء ابليس إليه وقال له قم فإن الحائط سيسقط، فقام، فسقط الحائط، فقال: لم اخبرتني بذلك وأنت عدو؟ قال: أخبرتك لكي لا تموت شهيداً لأن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة.
} نقف هنا ثم نواصل إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية