تقارير

أوائل الشهادة السودانية يحكون لـ(المجهر) قصة التفوق والنبوغ

عندما كانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف من ظهيرة أمس، اتجهت الأنظار صوب قاعة برج الاتصالات التي استضافت المؤتمر الصحفي لإعلان الشهادة السودانية 2014م.. وعاشت الأسر على أعصابها تترقب لحظة إعلان أفراح النجاح، لكن هذه المرة على غير العادة غابت (الحلويات والمشروبات) في النهار.. لتوزع بعد الإفطار.
وما إن أعلنت الوزيرة “سعاد عبد الرزاق” عن أوائل الشهادة السودانية حتى انتشرت الأفراح والزغاريد وعمت ربوع السودان، ليتربع على المركز الاول “عبد الجبار أحمد عبد الجبار” من مدرسة “الشيخ مصطفى الأمين” القرآنية بنسبة (97.6)%.
(المجهر) كانت حاضرة في المؤتمر الصحفي، ولاحقت الطلاب المتفوقين وأسرهم، وعكست الفرحة من داخل منازلهم ومدارسهم، ووثقت للحظات نادرة:
منصة المؤتمر الصحفي
أكدت وزيرة التربية والتعليم “سعاد عبد الرازق” في المؤتمر الصحفي لإعلان النتيجة أمس (السبت) جلوس (429727) طالباً وطالبة من جملة (438184) من الطلاب المسجلين. وأعلنت ارتفاع نسبة النجاح في مادتي اللغة الإنجليزية واللغة العربية، مشيرة إلى أن نسبة النجاح في مادة اللغة العربية بلغت (84,2%) والإنجليزية (80,6%) والرياضيات (76,2%)، لافتة إلى أن نسبة النجاح في المراكز خارج السودان بلغت (57,4%).
وأذاعت الوزيرة أسماء الأوائل بكل ولاية، معلنة موافقة القطاع الخاص لتوظيف الطلاب الناجحين في المساق الفني. وكرمت الوزيرة المعاهد الدينية والحرفية المتفوقة في الامتحان بمبلغ (25) ألف جنيه لكل .
من جانبه أعلن وكيل الوزارة د.”السر الشيخ” عن نجاح (299314) طالباً وطالبة في المساق الأكاديمي من جملة عدد الجالسين البالغ (418876) طالباً، ونجاح (4654) طالب في المساق الفني بنسبة نجاح (55,5%) .
إلى ذلك قرر مجلس امتحانات السودان عقد امتحانات الشهادة للعام 2015 يوم الاثنين الموافق (16) مارس . وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمتقدمين للقبول لمؤسسات التعليم العالي والمعاهد لمستوى البكالوريوس أن الالتحاق للجامعات سيكون عبر التقديم الإلكتروني .
} “الشيخ مصطفى الأمين”.. ديدن النجاح
في مدرسة (الشيخ مصطفى الأمين القرآنية) كان الحضور الكثيف من المعلمين، مع غياب ملاحظ للطلاب الممتحنين الذين آثروا أن يتحصلوا على درجاتهم عبر الرسائل القصيرة.. وربما أثر ظهور نتيجة الشهادة السودانية خلال نهار رمضان في تخفيف التفاعل وتأجيل الفرح إلى ما بعد الإفطار.. لتقدم التبريكات بنكهة (الحلو مر).
(المجهر) التقت الأستاذ” الأمين الشيخ الأمين”، ناظر أوقاف مدارس “الشيخ مصطفى الأمين”، الذي تحدث بكل ابتهاج قائلاً: (ظل أبناؤنا بفضل الله تعالى متفوقين في كل الأعوام.. والفضل بعد الله يعود إلى الأمهات والمعلمين الأجلاء والطلاب النجباء.. ونتمنى لهم مزيداً من التقدم والنجاح).. فيما قال وكيل المدرسة “أحمد محمد إدريس”: (سعيدون بتفوق سبعة من طلابنا ودخولهم في المائة الأوائل).
} مهندس المستقبل “عبد الجبار”
محطتنا الثانية كانت صوب منزل أول الشهادة السودانية.. حيث التقينا النابغة “عبد الجبار” فقال لــ (المجهر) إنه لم يكن يتوقع المرتبة الأولى، وبفضل الله تمكن من إحرازها، مشيراً إلى أنه كان (هميماً) في مذاكرة درس اليوم باليوم، وأضاف أن الأسرة بذلت جهوداً كبيرة في النجاح.
وعن اهتماماته قال “عبد الجبار” إنه يحب مادة القرآن الكريم ويحفظ (4) أجزاء، ونال شهادة تقديرية بالمملكة العربية السعودية من المسجد النبوي الشريف على تلاوة القرآن الكريم. وأشار إلى أنه شخصية بسيطة لا تميل إلى الصخب والموسيقى.. ويشجع الأرجنتين كروياً ويتوقع فوزها أمسية اليوم (الأحد) بكأس العالم.. ويحب تناول (العصيدة بالتقلية) في الإفطار.. ويعشق (الحلو مر) كمشروب مفضل في الشهر الكريم.. وعن خططه المستقبلية قال إنه سوف يتجه إلى دراسة الهندسة الكهربائية بـ (الجميلة ومستحيلة) جامعة الخرطوم.. بمجرد فتح باب التقديم.
فيما قال “أحمد” والد “عبد الجبار” لــ (المجهر) إنه سعيد جداً بتفوق ابنه الذي أرجعه إلى الاجتهاد والمثابرة والصبر والعزيمة القوية.. مباركاً التفوق لكل امتداد أسرته وأهله.
وعبرت والدة النابغة “رشا محمد طه” عن فرحتها وقالت إنها كانت تتوقع تفوق ابنها لتميزه منذ الصغر، وأشارت إلى أنه ظل متمسكاً بالتعاليم الدينية ومواظباً على أداء واجباته.. وعن طريقة المذاكرة وتحصيله الأكاديمي قالت: (كان يدرس في كل الأجواء وحريص جداً على وقته.. ونحن بدورنا كنا نحرص على أن نوفر له الجو المناسب.. هو وإخوته).
ثم تحدثت إلى (المجهر) شقيقة المتفوق الكبرى “تبيان” – التي تدرس بكلية الهندسة جامعة الخرطوم – فعبرت عن فرحتها.. وأكدت أن شقيقها لم ينل دروساً خصوصية.. فقط بعض كورسات المراجعة التي كانت تقيمها المدرسة. والتقط منها الحديث شقيق “عبد الجبار” الأصغر “محمد أحمد” الطالب بمدارس القبس فقال: (توقعت نجاح “عبد الجبار” لأنه نال درجات عالية في امتحان التجربة.. وشقيقي كان يمارس هواياته أثناء العام الدراسي.. فهو يهوى السباحة ويلعب كرة القدم.. لكن في هذا العام لم يلعبها كثيراً خصوصاً خلال الشهور الأخيرة).
} مع الثاني مشترك
ولم تكتف مدرسة “الشيخ مصطفى الأمين” بتقديم أول الشهادة من بين صفوفها.. بل قدمت الثاني مشترك بنسبة (96.9)%.. وهو الطالب “فتح الرحمن” الذي اتجهت (المجهر) صوب منزله بحي أركويت العامر (قرب لفة جوبا).. فاستقبلتها أسرته بحفاوة بالغة.. وعبر “فتح الرحمن” عن سعادته بالنجاح.. وأشار إلى عنصرين اعتبرهما السبب (الصبر والتركيز). وعن اهتماماته قال “فتح الرحمن” إنه يحب قراءة وسماع القرآن الكريم.. ويتابع كرة القدم ويرشح الأرجنتين للفوز بالمونديال.. وقال إنه يعشق (الآبري) كمشروب مفضل في رمضان.. وأضاف أنه كان يتوقع النجاح بنسبة كبيرة.. بل كان يتوقع أن يكون الأول.
وقال “أحمد المصباح” والد المحتفى به – ويشغل منصب نائب مدير شركة السكر – (إن “فتح الرحمن” متفوق منذ المراحل الابتدائية.. ونسبته لم تكن مصدر مفاجأة لثقتنا الكبيرة في قدراته.. ووالدته لعبت دوراً كبيراً في النجاح).
وبعد أن أطلقت زغرودة خاصة لــ (المجهر) قالت “هاجر محمد العبيد” والدة “فتح الرحمن” إن النجاح كان نتاج صبر واجتهاد من ابنهم طيلة عام دراسي كامل.. وأشارت إلى أن “فتح الرحمن” كان حريصاً على المراجعة بصورة يومية وبساعات طوال بغرض الحصول على نتيجة رفيعة تشرفه.. واليوم وبعد إعلان نبأ تفوقه تعيش – بحكم أمومتها – لحظة فخر نادرة.
} ثانية السودان تتمنى (الطب)
وفي باحة مدرسة “أسماء عبد الرحيم”، التي جنت ثمارها بالحصول على المركز الثاني مشترك الذي أحرزته طالبتها المتفوقة “سلمي مالك محمد عبد الرحيم”.. تعالت الزغاريد وكست دموع الفرح والحزن جنبات المدرسة.
“سلمى” تحدثت لـ (المجهر) معبرة عن سعادتها بالنجاح الباهر الذي حققته.. وقالت إن هول (صدمة الفرح) أصابها لحظة إعلان النتيجة في التلفزيون لدرجة أنها لم تتمالك نفسها وصرخت بأعلى صوتها.. وانهمرت الدموع من عيونها كالمطر.
وأرجعت “سلمى” نجاحها إلى المثابرة والاجتهاد ومذاكرة درس اليوم باليوم كقاعدة ثابتة في يومها الدراسي.. وحبها للأجواء الهادئة وبعدها عن الضجيج حتى تركز أكثر. وعن رغبتها الجامعية قالت: (حأدرس طب وأتخصص جراحة مخ وأعصاب). وأهدت “سلمى” نجاحها إلى أسرة المدرسة وصديقاتها وأهلها.
فيما قالت والدة “سلمى”.. السيدة “بتول عبدالله”، إنها كانت متوقعة – بإحساس الأمومة – أن يذاع اسم ابنتها في المؤتمر الصحفي في المرتبة الأولى. وأضافت أنها جلست أمام التلفاز منذ الواحدة، قبل بدء المؤتمر بساعة ونصف، أملاً منها في فرحة كبيرة طال انتظارها طيلة عام دراسي كامل، وقالت: بمجرد إذاعة اسم “ٍسلمي” سجدت شكراً للرحمن. وعن التخصص الذي تتمنى أن تسلكه ابنتها في الجامعة قالت: (هي حرة في اختيارها بما يناسبها وتحبه).
} فرح وحزن!!
وفي سعادة ممزوجة بحزن دفين.. وبدموع أبكت الحاضرين.. أهدت الطالبة المتفوقة “روعة عمر” حصولها على نسبة (95%)% إلى روح والدتها التي انتقلت إلى جوار ربها أثناء جلوسها للامتحانات.. وعبّرت روعة لـ (المجهر) عن سعادتها الممزوجة بعميق حزنها.. وقالت إنها لم تكن تتوقع أن تحرز هذه النسبة بعد الحزن الذي أصابها. وأضافت أنها سوف تركز على الدخول إلى كلية الطب.. وأهدت الفرحة لكل أسرة المدرسة.. ووالدها “عمر” الذي يعمل في سلك المحاماة.
وفي مكتبها العامر فرحاً بالنتائج المبهرة.. التقينا مديرة مدرسة “أسماء عبد الرحيم”، الأستاذة “آمنة حسن شريف”، فعبرت عن عميق فرحتها بالنسب العالية للمدرسة التي تحققت بتكاتف الأسر والأساتذة مع بعضهم بعضاً.
} أولى القضارف.. رسّامة تحب الطب
وبعيداً عن الخرطوم تحدثت الأولى علي ولاية القضارف “ستنا نور إدريس”، إلى (المجهر)، معبرة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته ولم كن تتوقعه بـ (هذا الإبهار).. وقالت إنها أثناء انقطاع المؤتمر الصحفي (انقطع قلبها).. حتى اتصل عمها مبشراً بنجاحها وتنصيبها الأولى على الولاية.. وحينها صرخت وهرولت كالمجنونة!!
وعن أمنياتها المستقبلية قالت “ستنا” إنها ستدرس الطب.. وأشارت إلى أنها تعشق الرسم وتحب مطالعة الصحف وجمع المعلومات.
أما والدة “ستنا” فلم تستطع تمالك نفسها من الفرحة.. وانحدرت دموعها على الخد.. وقالت إنها حضرت المؤتمر الصحفي من داخل برج الاتصالات.. وبمجرد ذكر اسم ابنتها أطلقت زغاريدها بصورة لفتت كل الحضور.
} (وراء كل أول امرأة)
ومن ولاية ولاية غرب كردفان، عبر الأول “مجاهد أحمد إيدام” عن فرحته البالغة، بكل تروٍّ، وكأنه كان متوقعاً نتيجته.. وأهدى أو نجاحه إلى أسرته الصغيرة ومعلميه. فيما قال والده “أحمد إيدام”، لـ (المجهر): (رغم قلة الإمكانيات استطاع ابني النجاح والتفوق الذي كنا نتوقعه.. فقد نجح بجدارة على مستوى السودان ونال المرتبة “93” بنسبة “%90.6”)، مرسلاً شكره إلى أسرة المدرسة وكل المعلمين.. وخص منهم الأساتذة “خالد”، “أم الحسن”، “صديق”.. قبل أن يؤكد على أن الفضل الأول يعود لوالدة “مجاهد” التي سهرت لراحته ووفرت له الجو المريح.. وعلق: (وراء كل أول امرأة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية