ثلاث قضايا تواجه الصحافة السودانية!!
الأستاذ “محجوب محمد صالح” رئيس تحرير صحيفة (الأيام) ونائب رئيس اللجنة العليا للتحضير لمؤتمر الإعلام الثاني، ترأس أمس بمجلس الوزراء أول اجتماعات اللجنة، الذي حضره عدد كبير من رؤساء التحرير، وسط موجهات للنقاش لخصها الأستاذ “محجوب” في ثلاث قضايا مهمة أولها البيئة المهنية والبيئة القانونية واقتصاديات المهنة، وعدّها الجميع فعلاً من القضايا التي يمكن التدارس حولها والوصول إلى أهداف تعين في المؤتمر.
الحديث لم يخرج عن القانون الذي يفيد العمل الصحفي والعلاقة بين الصحفيين والأجهزة الأمنية، خاصة أن الصحافة في الفترة الماضية عانت من تدخلات جهاز الأمن فيما ينشر، وأحياناً مصادرة الصحيفة بعد الطباعة، وهذه فيها إرهاق مالي للمؤسسة الصحفية، فيما عدّ البعض بيئة العمل الصحفي في كثير من المؤسسات غير جيدة، وهي أشبه بالوصف الذي منحه لها من قبل الأستاذ “العبيد مروح” الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وإن كان هناك تحفظ على العبارة التي سبق أن ذكرها الأستاذ “العبيد”.. والبعض طالب بتأهيل وتدريب الصحفيين باعتبار أن الصحفي السوداني ينقصه التدريب في ظل ملكية القطاع الخاص لمعظم المؤسسات الصحفية أو تكون صحف أفراد.
إن تأهيل وتدريب الصحفيين يعطي الصحافة قيمة خاصة عندما تجد صحفياً يمتلك كل المقومات التي تجعله صحفياً (يملأ العين)، ولكن في غياب التدريب والتأهيل يظل الصحفي فطيراً حتى ولو تعددت سنوات خدمته، بمعنى تظل سنة خبرته الواحدة مضروبة في عشرين عاماً.. لكنه لم يستفد شيئاً.
أما اقتصاديات المهنة فإن الصحافة تعاني من ارتفاع في أسعار الورق والأحبار ومعظم مدخلات المهنة، مما يجعل الناشرين يلهثون ويدفعون أموالاً طائلة حتى تظل الصحيفة في السوق، فمدخلات الطباعة تحتاج إلى قرار من الدولة بإعفائها تماماً من الضرائب والجمارك وكل ما يعيق عملها، وإلا ستخرج العديد من الصحف من السوق بسبب هذا الارتفاع المتواصل، أولاً في العملة الحرة وفي المدخلات.
أما القضية الأخرى التي تحدث رؤساء التحرير عنها، فهي قضية الإعلانات وعدم مساواة الصحف أو عدم العدالة في توزيعها، فهناك صحف تحظى بالإعلان الحكومي فيما يغيب عن بقية الصحف الأخرى، بمعنى أن هناك (خيار وفقوس) في عملية المنح.
الأستاذ كمال “حسن بخيت” اقترح دمج الصحف، ولكنه قال إن الأمر مستحيل ولن يرضى ناشر ناجح وصحيفته ناجحة بالدمج مع صحيفة متعثرة، ولكنه أمن على أن الدمج سيقلل أولاً عدد الصحف ويقدم صحافة تمتاز بالمهنية والمسؤولية.
اللقاء كان مفيداً رغم أن الأستاذ “عادل الباز” رئيس تحرير صحيفة الرأي العام قال إن (هذا الفيلم دخلناه كثيراً) وليس هناك جديد، بمعنى أن لجاناً كثيرة ناقشت الأمر ولكن بدون تطبيق.. وفي الختام اتفق الجميع على أن تكون هناك ورش أو لجان يشارك فيها كل الصحفيين فيما يختص بالبيئة المهنية والبيئة القانونية واقتصاديات المهنة، للخروج برؤية واضحة تساعد في المؤتمر القادم.