رأي

حديث لابد منه (25)

نواصل بحول الله وقوته في خطاب النقابة العامة والذي قوبل بالتصفيق الحاد في كل مفردة من مفرداته ولعلنا وقفنا عند قوله تعالى : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
الإخوة الأعزاء الأحباب إن العمل النقابي قد علق به الكثير من التردي حيث فقد هيبته وقيمته وما ذلك إلا بوضع غير الأكفاء في قمته أهل المطامع الشخصية فلأجل ذلك تحرك عمال السكة الحديد لحماية العمل النقابي من الفساد والتردي لأنه ليس بالشيء اليسير وإنما هو أمانة عظيمة وجسيمة فلابد أن تكون له مواصفات تليق بجسامته وبعظمته.. فخروج العمال في مواكب هادرة وفي وحدة متماسكة لم تشهدها الحركة العمالية إلا في الأربعينيات من أجل قيادات أمينة ومخلصة ومتجردة وكان شعارهم الوحدة والوحدة شعار اليوم وكانوا يترنمون بقوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) وكان شعارهم لنستسهلن الصعب أو ندرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر وكنا إذا قمزنا قناة قوم كسرنا كعوبها أو تستقيما.
فبهذه الوحدة الشاملة الكاملة قد انتصروا لقضيتهم العادلة وأقول بكل فخر وإعزاز إن هذه الحركة الأخيرة التي حدثت في وسط العمال لهي جديرة بأن تضع السودان في مصاف الدول المتقدمة لأن شعارها الوحدة، فمتى وجدت الوحدة حدث التقدم والرقي وإن رئيسنا المفدى لقد حمل هذا اللواء لواء الوحدة الذي يدفع عجلة الإنتاج ويعود بالخير والسعادة والرفاهية على البلاد وأن أكبر دليل على ثمرة الوحدة العمالية وتعقبها الوحدة الوطنية الشاملة لكي يشترك فيها الكل والدليل على ذلك الوابور رقم 1022 والذي أُصين بأيدي الوحدة العمالية وكان يحمل شعار الوحدة الوطنية حيث كتب في مقدمته (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ( فهذه إشارة واضحة للوحدة الشاملة الكاملة.. هذا الوابور الذي مثلناه بسفينة نوح عليه السلام عندما عم الطوفان فخرجت بأهلها إلى بر السلام هكذا فإن وحدة العمال سوف تكون سبباً بإذن الله في تقدم سوداننا الحبيب.
إن الإخوة العمال أكثر الناس عطاءً وبذلاً وإنتاجاً إذا ما أنصفوا وهم يؤملون الكثير في ثورتهم المنتصرة بإذن الله التي انحازت إليهم من أول يوم هذا والوابور الذي وقف عن العمل قرابة سبعة عشر شهراً من أجل الإسبيرات إن الإخوة العمال كانوا يعانون الكثير يعملون ولا يعرفون لأن النقابة السابقة غير عائشة في وسطهم لا يجدون التقدير منها ولا من بعض الإداريين وإن هذين السببين قد كانا من الأسباب الرئيسية في عرقلة الإنتاج وهبوط الروح المعنوية حيث عمت المحسوبية والظلم ولكن حمداً لله إن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة عندما أحسوا بالقيادة الجديدة التي حازت على رضائهم وأعلنت شعارها الواضح في غير حقد أو عبط ألا وهو إنصاف العاملين وإعادة النظر في بعض الإداريين علموا أن هنالك بوادر خير قد ظهرت فتجاوبوا معها وتجاوبت معهم وإن الراتب الذي صدق به لمجابهة عيد الأضحى خصماً على تقويم وترتيب الوظائف كان أكبر دفع لهذا الحدث والروح الجديدة بل أن التقويم المعلن ننتظر تطبيقه قد وحدنا فيه تطلعاتنا الكبيرة التي نصبو إليها .
سيدي الرئيس القائد إن التقويم المعلن وقد وجد منا رضاءً كاملاً ونأمل أن يطبق كما أعلن ليكون دفعاً للعمل الجاد المثمر والتطور المرتقب لسوداننا الحبيب.
سيدي الرئيس القائد إن الاستقرار النفسي لهو أكبر طاقة نحتاج إليها وتحتاج البلاد إليها فالعامل الذي يعمل وهمه مشغول بفطور أبنائه وملبس أبنائه وتعليم أبنائه وهو غير قادر على ذلك لا يجد الاستقرار فلا يستطيع أن ينطلق لأنه مكبل بقيود ثقيلة ألا وهي الهموم ..
نقف هنا ونواصل في عمودنا القادم إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية