رأي

حديث لا بد منه (19)

لقد أشرنا في حديثنا السابق إلى دعوة فخامة المشير “جعفر نميري” من أجل الاحتفاء بتكوين النقابة وبداية الأداء والإنتاج.
وقد كانت مقابلة المشير “نميري” على مستوى راقٍ، وانشرح صدره لهذه الدعوة، كما قلت قد دعا رئيس جهاز تقويم وترتيب الوظائف وقتها الأستاذ “صلاح بشير” طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، وكان ذلك بالقصر الجمهوري في (هول) متصل بمكتب الأخ رئيس الجمهورية “جعفر نميري”، وقد شرح لنا معالم المشروع، وأنه يقدم الأولى فالأولى في إطار الأداء والإنتاج، وقد ترك لنا فرصة نقاشه، وكانت هنالك مداخلات من أعضاء المكتب التنفيذي وجاءت مداخلاتهم قوية وجريئة، وقد كان النقاش في مستوى رفيع مما أعجب ذلك رئيس الجمهورية والأستاذ “صلاح بشير” رئيس الجهاز.. وأشاد بموقف النقابة المتقدم في أسلوب الحوار. ثم عدنا لـ”عطبرة”، وقد انعقد اجتماع اللجنة المركزية، وأطلعنا اللجنة المركزية على كل مجريات الأحداث ثم دعوة الأخ رئيس الجمهورية “جعفر نميري” والذي قبلها وحضور المهرجان الكبير الذي تقيمه النقابة العامة لعمال السكة الحديد.
وقد أمنَّت اللجنة المركزية على جهود المكتب التنفيذي ثم سعدت بقبول الأخ “جعفر نميري” بحضور المهرجان لكي يسمع صوت العمال ويرى جهدهم وعطاءهم في طريقة الأداء والإنتاج بالسكة الحديد على وجه الخصوص، حيث أنه يصل إلى عاصمة الحديد والنار “عطبرة” الثائرة، وفي هذا الاجتماع رأت اللجنة المركزية من الضرورة بما كان وجود مستشار قانوني للنقابة يعينها على القضايا القانونية وغيرها مما تحتاجه النقابة، فقد رشحنا لذلك الموقع الأخ الأستاذ “علي عثمان محمد طه”، وقد وافقت اللجنة المركزية بالإجماع عليه، وقد أخطرناه بذلك، ورحب كثيراً وشكرنا على حسن الثقة. ثم جاء لـ”مدينة عطبرة” المشرف السياسي الأستاذ “بدر الدين سليمان” من أجل الوقوف على الإعداد لزيارة الأخ رئيس الجمهورية، وقد عقد معنا اجتماعاً ليتعرف على المطلوب من الزيارة والبرامج المصاحبة لها، وبعد نقاش مستفيض اتفقنا على البرامج المصاحبة، ثم قال خطاب النقابة ينبغي أن يكون مكتوباً، فقلت: ما أعدت أكتب، قال: لا.. لا بد من ذلك حتى يطلع الأخ الرئيس القائد “نميري” عليه ليرد عليكم، فقلنا: لا بأس، فقال أريد أن أطلع عليه بعد كتابته، أطلعناه عليه، وقد تحفظ عليه وذكر أنه خطاب طويل وفيه بعض الكلمات التي ينبغي أن تحذف ثم كرر، وقال هذا الخطاب طويل لا بد من اختصاره، فقلت هذا خطاب اللجنة المركزية وليس خطابي، وليس هنالك مجالاً لحذف كلمة واحدة منه.. ثم خرجت من الاجتماع ودعوت اللجنة المركزية وأطلعتها على الأمر، فأمنَّت على الخطاب، وقالت لا تحذف منه ولا (شولة) واحدة، ومن ثم عدنا للأخ المشرف السياسي الأستاذ “بدر الدين سليمان”، فما كان موقفه بعد ذلك؟ هذا ما نقف عليه لاحقاً إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية