أخبار

صاحب مزاج..!

أيه الحكاية؟! وأين أصحاب (المزاج) العالي كما يصفونهم من قبل؟! ولماذا ارتبطت مفردة (آخر روقان) بأيام زمان وليس الآن؟!
هناك من يجيبون على هذه الأسئلة فيقولون:
– الحكاية أن الحياة أصبحت أقسى مما يحتمل البشر…!
– والمزاج يرتبط بالمناخ العام وحالة الطقس…!.
– و(الروقان) عاوز هداوة بال.. وهداوة البال عاوزة شوية خيال والخيال عند الرومانسية.. والرومانسية عند الجهال.. والـ…!
غير أن (المزاج العالي) لا يمكن افتعاله.. بمعنى أنك لا يمكن أن تقرر أن يكون مزاجك اليوم عالياً أو أن يكون هابطاً.. ثمة مؤثرات تتحكم في المزاج.. وهناك عوامل نفسية تهيمن على بوصلته.. أما (الطقس) فلا محالة هو (الدينمو) المحرك..!
أحدهم أكد لي أن مجرد رؤيته في الصباح لوجه فتاة جميلة يجعله طوال اليوم بمزاج رائع.. وآخر قال إن (مزاجه) يبدأ في النمو بمجرد خروجه من المنزل.. ولكن روايته يتحفظ عليها آخرون صبوا جام غضبهم على رداءة الطقس وازدحام السيارات.. وأضافوا: (جهنم) تنتظر من يخرج من بيته..!
هل ذلك يفسر حالة (العبوس) التي نقرأها على وجوه المارة ومن نلتقيهم أينما ذهبنا؟ فـ(تكشيرة الوش) يقول البعض إنها ماركة سودانية.. رغم قناعتنا بأن أهلنا في هذا البلد أصحاب قلوب بيضاء وضمائر صافية.. وقد تكون (التكشيرة) لزوم وقاية من أشعة الشمس.. وقد تكون.. وهذا هو الأهم.. بسبب المزاج الـ(مش رايق)..!
معقولة بس.. حتى العريس صاحبنا.. (صاري وشو).. وعندما سألناه قال: قلنا نعرس مزاجنا يروق.. لكن الحال ياهو ذاتو الحال..!!
ترى.. هل هي (جينات سودانية) هذه (الجدية) المفرطة التي نتعامل بها حتى مع الفرح ولحظات اللهو البريء؟؟ انظروا جيداً إلى وجوه لاعبي كرة القدم في الأندية الكبيرة أو الصغيرة.. أو حتى في المنتخب.. فرحتهم بتسجيل الهدف تبدو (متواضعة) أمام فرحة لاعبين آخرين يدمنون توزيع (الشقاوة) و(البهجة).. حتى في لحظات الهزيمة..!
وبالأمس القريب قال لي صديق حميم: لقد كبرنا وأخذت تتلاشى سنواتنا.. لم يعد هناك عمر (نبعزقه) في الأحزان.. عايزين يا صاحبي نعيش باقي حياتنا بمزاج!!
ولا أعرف لماذا حين قال لي بمزاج انطبعت صورة عمود زميلنا الصحفي المرهف د. “عبد العظيم أكول” في (الوطن) والمعنون بـ(مزاج) الذي يكتبه على هذا النحو: (بمزاااااااااااج).. وهي فرصة لأسأله: هل مزاجك أيها الشاعر الرقيق بهذا الحجم المفعم.. أم هو تفاؤل الشعراء؟! فمثلك يا صديقي لابد أن يكون (صاحب مزاج) وإلا ما كتبت أغنية (يا روعة) وغيرها من الروائع التي تغنى بها المميز “عصام محمد نور”..!
(الروعة) أن نطوي صفحة وجوهنا (المتجهمة).. وننثر عطر الأمل على أرواحنا.. وأن نتعاطى بعض الفرح.. وحتماً سيأتي (المزاج) وتبتسم ملامحنا، رغم سوء الطقس والازدحام وقطوعات الكهرباء والمياه وشح (السيولة) وغلاء (الطماطم) وضوضاء الساسة.. وربما غياب الدهشة..!
ياااااه.. أخذني الكلام.. ونسيت فنجان القهوة على الطاولة.. أصبحت (باردة).. يقولون من يشربها باردة مثلي ليس (صاحب مزاج)..!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية