نوعان من الأطباء
} ما كنت أظن أن الأطباء لا زال فيهم ذلك الحس الإنساني حتى قابلت الطبيب المتخصص د. “حافظ البشير” في عيادته عصراً وأنا في حالة صعبة للغاية لا أستطيع حتى الحركة وظللت أنتظر لساعات لحضوره.
} وعندما جاء عرف أنني من المرضى أوقف سيارته وأصر على أن يحملني على كتفه بل يقودني حتى مقاعد الدخول للطبيب ويعطيني الأولوية لأنني كنت بالفعل أول مريض يأتي للعيادة وبعد ذلك استمر يكشف على حالتي بكل دقة حتى عرف الداء وكتب الدواء واستدعى فني المعمل لكي تتم الفحوصات لي وأنا جالس في مكاني لأني لا أستطيع الحركة وبعد ذلك طلب مني الانصراف مع مرافقي على أن يحضر المرافق الآخر لأخذ النتيجة وهذه تذكرني بمواقف لكثير من الأطباء في السودان. كنا نظن أنها أصبحت من الماضي مثل ذلك الموقف الذي اتخذه الدكتور “حسن الصادق” عندما جاءوا بي في حالة شبه (غيبوبة) والجميع محتار في السبب. المرض الذي لم يفلح معه أي علاج وكل الفحوصات كانت نظيفة طالبهم بفحص (الملاريا). وله موقف آخر في نفس هذه الحالة فقد أصر على أن لا يأخذ أجراً مقابل تحويلي إلى طبيب آخر وهناك مواقف كثيرة لا أستطيع أن أحصيها لم يكن معهم أجر الدواء تبرع الأطباء لهم به وهناك موقف آخر للطبيب “مجدي جميل” وذلك عندما كان دوري رقم (19) وكنت في حالة إعياء شديد وبذلنا جهوداً حثيثة لجعل موظف الاستقبال أن يعطينا الأولوية لكنه أصر أن أنتظر دوري. ولم أعرف ماذا أفعل ذهبنا إليه في غرفة الموجات وأبلغناه بالوضع فلم يتردد لحظة في الموافقة على إعطائي الأولوية دون النظر إلى الدور وأن يكشف علىّ في غرفة الموجات الصوتية لأن الحالة لم تكن تحتمل التأجيل لو كان هذا الطبيب متمسكاً بالروتين لظللت في الانتظار وبالمقارنة مع موقف أطباء آخرين يأتيهم المريض في ساعة متأخرة من الليل فيطلبون منه أن يحضر صباحاً مع أنهم يشاهدون حالته الصعبة لا أعرف كيف يأتيهم النوم بعد أن شاهدوا الحالة.
} ولنقارن ذلك أيضاً بموقف طبيب آخر أوهم أولادي بأن أعراضي هي أعراض مرض خطير ولابد من إجراء فحوصات شاملة وسريعة تكلف مليون جنيه بالقديم في معمله الخاص بالعيادة بينما تكلفتها الحقيقية لا تزيد عن (300) ألف جنيه (بالقديم) ودفع أبنائي الذين كانوا يرتعدون خوفاً المبلغ كاملاً لإنقاذي ولم يكتف بذلك بل أصر على أن نقوم بعمل منظار في مكان معين لدى طبيب معين وفشلت كل المحاولات لإثنائه عن هذه الخطوة خاصة بعد أن اكتشف أبنائي مؤخراً أن هذا السلوك لهذا الطبيب أصبح متعارفاً عليه.
> سؤال غير خبيث:
هل يحق للطبيب أن يكون شريكاً في معمل؟