(الغويشاية) هجين الدبلة والخاتم وكم حاجة
أحبك مكانك صميم الفؤاد
وباسمك اغني تغني السواقي
خيوط الطواقي وسلام التلاقي
ودموع الفراق
وأحبك ملاذ وناسك عزاز
أحبك حقيقة وأحبك مجاز
أحبك بتضحك وأحبك عبوس
هذا هو السودان الذي عشقه وتغنى له الشاعر الراحل المقيم “محجوب شريف”، والذي كان معروفاً بحبه للسودان وأرضه وذرات ترابه، كما كان يحب أيضاً شعبه حتى لقب بشاعر الشعب
الشعب الطيب والديّ
الشعب حبيبي وشرياني
أداني بطاقة شخصية
الفنان “محمد وردي” تغنى له أجمل ما كتب… فشاعر إفريقيا الأول كان يعرف ويجيد اختيار الكلمات المملوءة والتي تعبر وتحكي روعة الأشياء، فقد شكَّل شاعرنا الراحل الذي غيبه الموت عنا أبريل الجاري مع “وردي” ثنائية كتلك الثنائية التي جمعت بين “وردي” و”إسماعيل حسن” وهم الثلاثة كما قيل عنهم كالنخلة (ترمي حجراً ترمي ثمراً)، فالثمار كانت كثيرة كتلك التي رمانا بها “محجوب شريف”
أحبك فصول العمر حنانك
أجمل حتة لقيتا مكانك
أجمل سكة مشيتا عيونك
أحبك أحبك أنا مجنونك
ساكن فيني هواك وبريدك
جوا القلب نبض عيونك
معاك معاني حياتي بتبدأ
وأفتح بابا يا ما انسد
أشوف العالم ربوة جميلة
عليها نسيم الصبح مخدة
وبيني وبين النهر عشانك
عشرة بتبدأ
علم الأجيال وانتفعوا بعلمه وترك إرثاً وأدباً سيظل محفوراً في الذاكرة، بل وستظل أشعاره مكان اعتزاز لأهله (الغبش) الذي دافع عنهم وأولئك مكسوري الجناح الذي ناجاهم بأشعاره وكفكف دموع اليتامى والأرامل.. سيفتقدك الصغار وأنت تقف معهم توفر لهم الملبس والمأوى لمن لا مأوى لهم.
هكذا دائماً الكرام يرحلون ويتركون وراءهم أدباً وتاريخاً يظل محفوراً في الدواخل.. فالذاكرة حتى وإن شاخت، إلا أنها حتما ستتذكر وتقول:
(الغويشاية) هجين الدبلة والخاتم
سلالة كم وكم حاجة
بختم الدولة لا حولة
بأوراقا الثبوتية
صبحت في خبر كان
اللهم أرحم وأغفر له وأسكنه الجنات العلا
أمين يا رب العالمين